كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)
الإعراب لاعتراضها بين القسم وجوابه، وجملة القسم مع جوابه مستأنفة.
{قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ}.
{قُلْ}: فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة مستأنفة. {إِنَّمَا الْآيَاتُ} إلى آخر الآية مقول محكي، وإن شئت قلت: {إِنَّمَا}: أداة حصر. {الْآيَاتُ}: مبتدأ. {عِنْدَ اللَّهِ}: ظرف ومضاف إليه خبر المبتدأ، والجملة في محل النصب مقول القول. {وَمَا}: {الواو}: عاطفة. {ما}: استفهامية للاستفهام الإنكاري في محل الرفع مبتدأ. {يُشْعِرُكُمْ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على {ما}، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر {ما} الاستفهامية، والجملة الإسمية في محل النصب معطوفة على جملة قوله: {إِنَّمَا الْآيَاتُ}. {أَنَّهَا}: {أن}: حرف نصب ومصدر، الهاء: اسمها. {إذَا}: ظرف لما يستقبل من الزمان. {جَاءَتْ}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {الْآيَات}، والجملة في محل الخفض بـ {إذا} على كونها فعل شرط لها. {لَا يُؤْمِنُونَ}: فعل وفاعل، والجملة جواب {إذا}، وجملة {إذا} هو من فعل شرطها وجوابها في محل الرفع خبر {أن}، وجملة {أن} من اسمها وخبرها في تأويل مصدر ساد مسد المفعول الثاني لـ {يُشْعِرُكُمْ}، والتقدير: وما يشعركم إيمانهم وعدم إيمانهم وقت مجيء تلك الآيات؛ أي: لا تدرون ذلك، هذا على قراءة الفتح لـ {أن}، وأما على قراءة الكسر: فهي مستأنفة، وفي المقام أوجه من الإعراب لا نطيل الكلام بذكرها.
{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)}.
{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ}: فعل ومفعول. {وَأَبْصَارَهُمْ}: معطوف على {أَفْئِدَتَهُمْ}، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة قوله: {لَا يُؤمِنُون} على كونها معمولة لـ {يُشْعِرُكُمْ}؛ أي: وما يشعركم أنا نقلب أفئدتهم أو مستأنفة. {كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا}: الكاف: حرف جر. {ما}: مصدرية. {لَمْ} حرف جزم. {يُؤْمِنُوا}: فعل وفاعل مجزوم بـ {لم}. {بِهِ}: جار ومجرور متعلق
الصفحة 532
544