كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)
بـ {يُؤْمِنُوا}، والجملة الفعلية صلة {ما} المصدرية، {ما} مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بالكاف، والجار والمجرور صفة لمصدر محذوف تقديره: ونقلب أفئدتهم وأبصارهم تقليبًا مثل عدم إيمانهم به أول مرة. {أَوَّلَ مَرَّةٍ}: منصوب على الظرفية متعلق بـ {لَمْ يُؤْمِنُوا}. {وَنَذَرُهُمْ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة معطوفة على جملة قوله: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ}. {فِي طُغْيَانِهِمْ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {نذرهم}، أو متعلق بـ {يعمهون}. وجملة {يَعْمَهُونَ} في محل النصب حال من مفعول {نذرهم} أو من ضمير {طُغْيَانِهِمْ}، أو في محل النصب مفعول ثانٍ لـ {نذر}؛ لأن الترك بمعنى التصيير، فيتعدى إلى مفعولين، والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} يجوز أن تكون الإضافة محضة على أنه اسم فاعل بمعنى الماضي؛ لأن ذلك قد كان، ويدل عليه قراءة عبد الله {إن الله فلق الحب والنوى} فعلًا ماضيًا. ويجوز أن تكون الإضافة غير محضة على أنه بمعنى الحال أو الاستقبال، وذلك على حكاية الحال، فيكون الحب مجرور اللفظ منصوب المحل، والفلق، وكذا الفرق والفتق: هو شق الشيء، وقيده الراغب بإبانة بعضه عن بعض. والحب: هو الذي ليس له نوى كالحنطة والشعير. والنوى: واحدها نواة، وهي ما يكون في داخل التمر والزبيب.
{والإصباح} - بكسر الهمزة -: مصدر أصبح الرجل إصباحًا إذا دخل في الصباح، وفي "المصباح": الصبح: الفجر، والصباح مثله، وهو أول النهار، والصباح أيضًا خلاف المساء، وأصبحنا: دخلنا في الصباح اهـ. وفي "السمين": الجمهور على كسر الهمزة، وهو المصدر، يقال: أصبح يصبح إصباحًا. وقال الليث والزجاج: إن الصبح والصباح والإصباح واحد، وهو أول النهار. وقيل: الإصباح: ضوء الشمس بالنهار، وضوء القمر بالليل. رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. وقيل: هو إضاءة الفجر، نقل ذلك عن مجاهد. والظاهر أن الإصباح في الأصل مصدر سمي به الصبح. وقرأ الحسن وأبو رجاء وعيسى بن عمر:
الصفحة 533
544