كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)

بمعنى: الإقسامات كما تقول: ضربت مسند الضربات.
{يَعْمَهُونَ} وفي "المصباح": عمه في طغيانه عمهًا من باب تعب إذا تردد متحيرًا مأخوذ من قولهم: أرض عمهاء إذا لم يكن فيها أمارات تدل على النجاة، فهو عمه وأعمه.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع: فمنها: التكرار في قوله: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ}، وفي قوله: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ}، وفي قوله: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا}، وفي قوله: {قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ}.
ومنها: الالتفات في قوله: {فَأَخْرَجْنَا} الغيبة إلى التكلم، وكان قياس ما قبله: فأخرج به، والنكتة في هذا الالتفات الاعتناء بشأن المخرج، والإشارة إلى أن نعمه عظيمة.
ومنها: الطباق بين لفظ {الْحَيِّ} و {الْمَيِّتِ}، وبين: {الشمس} و {القمر} , وبين: {الْبَرِّ} و {البحر}، وبين لفظ: {أَبْصَرَ} و {عَمي}.
ومنها: من المحسنات البديعية ما يسمى: رد العجر على الصدر في قوله: {وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ}.
ومنها: الاستفهام الإنكاري الذي بمعنى النفي في قوله: {فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}؛ أي: لا وجه لصرفكم عن الإيمان بعد قيام البرهان.
ومنها: عطف الخاص على العام في قوله: {وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ} لمزيد الشرف؛ لأنهما من أعظم النعم.
ومنها: جناس الاشتقاق بين لفظ {يُخْرِجُ} و {مخرج}، وبين لفظ: {بَصَائِرُ} و {أَبْصَرَ}.

الصفحة 537