كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)
ومنها: الجناس المماثل في قوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ}.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ} من باب الإطلاق اسم السبب على المسبب؛ أي: حجج وبراهين؛ لأن البصائر جمع بصيرة، والبصيرة: هي النور الذي تبصر به النفس؛ أي: الروح، كما أو البصر هو النور الذي تبصر به العين، فأطلق البصائر التي هي الأنوار القلبية التي هي السبب في إدراك الحجج والبراهين على تلك الحجج التي تسبب عنها، والعلاقة السببية.
ومنها: اللف والنشر المرتب في قوله: {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}؛ أي: لا تدركه الأبصار: لأنه اللطيف، وهو يدرك الأبصار, لأنه الخبير، فيكون اللطيف مستعارًا أو مقابل الكشيف، وهو الذي لا يدرك بالحاسة، ولا ينطبع فيها. انتهى من "البيضاوي".
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {ومن عَمي}؛ لأنه استعار العمى للضلال، وإنما عبر عن الضلال بالعمى تقبيحًا له وتنفيرًا عنه.
ومنها: الحذف والزيادة في عدة مواضع (¬1).
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *
¬__________
(¬1) وهذا آخر ما يسره الله سبحانه وتعالى من تفسير الجزء السابع من القرآن الكريم، فالحمد لله على توفيقه، والشكر له على تيسيره حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، حمدًا يوافي نعمه، ويكافىء مزيده، حمدًا يعدل حمد الملائكة المقربين، ويملأ ما في السموات والأرضين عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، صلاة وسلامًا دائمين متلازمين على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
وكان الفراغ من مسودة هذا المجلد الثامن في اليوم الخامس منتصف النهار من شهر الله المبارك ذي الحجة من شهور سنة تسع وأربع مئة وألف من الهجرة النبوية بحارة الرشدة من المسفلة من مكة المكرمة زادها الله تعالى شرفًا، وختم عمرنا فيها، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، سيدنا محمَّد وآله وصحبه وجنده، والحمد لله رب العالمين آمين. =
الصفحة 538
544