كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)

مقحم كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير}، {مِثْلُ} مضاف. {مَا}: موصولة أو موصوفة، في محل الجر مضاف إليه. {قَتَلَ}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {مِنَ}، والجملة صلة لـ {ما} أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف تقديره: قتله. {مِنَ النَّعَمِ}: جار ومجرور حال من {مِثْلُ}، أو صفة له.
{يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ}.
{يَحْكُمُ}: فعل مضارع. {بِهِ}: متعلق به. {ذَوَا}: فاعل مرفوع بالألف؛ لأنه من المثنى. {عَدْلٍ}: مضاف إليه. {مِنْكُمْ}: جار ومجرور صفة لـ {ذَوَا}؛ أي: كائنان منكم، وجملة {يَحْكُمُ} في محل الرفع صفة لـ {جزاء} إذا نونته، وأما على الإضافة فهو في موضع الحال، والعامل فيه معنى الاستقرار المقدَّر في الخبر المحذوف {هَدْيًا}: حال من {جزاء} على كل من القراءتين، أو من ضمير به، أو منصوب على المصدرية؛ أي: يهديه هديًا، أو منصوب على التمييز. {بَالِغَ الْكَعْبَةِ}: صفة لـ {هَدْيًا}، وإن أضيف إلى ما بعده؛ لأن إضافته لفظية لا تفيد تعريفًا. {أَوْ كَفَّارَةٌ}: معطوف على {جزاء}؛ أي: أو عليه كفارة إذا لم يجد المثل. {طَعَامُ}: بدل من {كَفَّارَةٌ}، أو خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هي طعام، ويقرأ بالإضافة، والإضافة فيه لتبيين المضاف {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ}: معطوف على {جزاء}؛ أي: أو عليه عدل ذلك {صِيَامًا}: تمييز لـ {عَدْلُ} كقولهم على التمرة مثلها زبدًا؛ لأن المعنى: أو قدر ذلك صيامًا. {لِيَذُوقَ} اللام لام كي. {يذوق}: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازًا بعد لام كي، وفاعله ضمير يعود على قاتل الصيد عمدًا. {وَبَالَ أَمْرِهِ}: مفعول به ومضاف إليه، والجملة الفعلية صلة أن المضمرة أن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بلام كي تقديره: لذوقه وبال أمره؛ أي: جزاء ذنبه، والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره: أوجبنا عليه ذلك الجزاء لذوقه وبال أمره.
{عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}.

الصفحة 90