كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 8)

والثالث: أنه منصوب بفعل مقدَّر يدل عليه السياق؛ أي: شرع الله ذلك، وهذا أقواها؛ لتعلق لام العلة به. {أَنَّ}: حرف نصب. {اللهَ}: اسمها، وجملة {يَعْلَمُ} خبرها، وجملة {أَنَّ} وما في حيزها في تأويل مصدر منصوب على المفعولية لتعلموا؛ لأن علم هنا بمعنى: عرف يتعدى لمفعول واحد تقديره: لتعلموا علم الله ما في السموات وما في الأرض. {مَا}: موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول {يَعْلَمُ}. {في السَّمَاوَاتِ}: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة لـ {مَا} أو صفة لها. {وَمَا في الْأَرْضِ}: معطوف على {مَا في السَّمَاوَاتِ}. {وَأَنَّ اللهَ}: ناصب واسمه. {بِكُلِّ شَيْءٍ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {عَلِيمٌ}. {عَلِيمٌ}: خبر أن مرفوع، وجملة أن في تأويل مصدر معطوف على مصدر منسبك من أنَّ الأولى تقديره: ذلك لتعلموا علم الله ما في السموات، وما في الأرض، وعلمه بكل شيء.
{اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (98)}.
{اعْلَمُوا}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. {أَنَّ اللهَ}: ناصب واسمه. {شَدِيدُ الْعِقَابِ}: خبر {أَنّ}، ومضاف إليه وجملة {أَنّ} في تأويل مصدر منصوب على المفعولية لـ {اعْلَمُوا} تقديره: اعلموا كون الله شديد العقاب، وجملة قوله: {وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} في تأويل مصدر معطوف على مصدر منسبك من جملة {أَنَّ} الأولى تقديره: اعلموا كون الله شديد العقاب، وكونه غفورًا رحيمًا.
{مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99)}.
{مَا}: نافية. {عَلَى الرَّسُولِ}: جار ومجرور خبر مقدم. {إِلَّا}: أداة استثناء مفرغ. {الْبَلَاغُ}: مبتدأ مؤخر، والجملة مستأنفة. وفي "الفتوحات": وفي رفعه وجهان:
أحدهما: أنه فاعل بالجار قبله لاعتماده على النفي؛ أي: ما استقر على الرسول الله البلاغ.

الصفحة 93