كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 9)

المضمرة، أن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور باللام تقديره: ولصغي أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة، الجار والمجرور معطوف على {غُرُورًا}، وما بينهما اعتراض، والتقدير: يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول للغرور ولصغي أفئدة الذين يؤمنون بالآخرة، ولكن لما كان المفعول الأول مستكملا لشروط النصب نصب، وهذا فات فيه شرط النصب، وهو صريح المصدرية واتحاد الفاعل، فإن فاعل الوحي بعضهم، وفاعل الإصغاء الأفئدة، فلذا وصل الفعل بحرف العلة.
{وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ}.
{وَلِيَرْضَوْهُ} (الواو): عاطفة. (اللام): حرف جر وتعليل، {يرضوه}: فعل وفاعل ومفعول منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام كي، والجملة في تأويل مصدر مجرور باللام تقديره: ولرضاهم إياه، الجار والمجرور معطوف على {غُرُورًا}. {وَلِيَقْتَرِفُوا}: (الواو): عاطفة، (اللام): حرف جر وتعليل، {يقترفوا}: فعل وفاعل منصوب بأن مضمرة بعد لام كي، والجملة في تأويل مصدر مجرور باللام تقديره: ولاقترافهم ما هم مقترفون، الجار والمجرور معطوف على {غُرُورًا}. {ما}: موصولة، أو موصوفة في محل النصب على المفعولية. {هُمْ مُقْتَرِفُونَ}: مبتدأ وخبر، والجملة صلة لـ {ما}، أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف تقديره: ما هم مقترفونه.
{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلًا}.
{أَفَغَيْرَ} (الهمزة): للاستفهام الإنكاري داخلة على محذوف تقديره: أأميل إلى زخارف الشياطين. (الفاء): عاطفة. {غير الله}: مفعول به لـ {أَبْتَغِي} مقدم عليه. {أَبْتَغِي}: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على محمد. حَكَمًا حال من {غير}، أو تمييز له، وجملة {أَبْتَغِي} معطوفة على الجملة المحذوفة، والجملة المحذوفة مستأنفة. {وَهُوَ الَّذِي}: مبتدأ وخبر، والجملة في محل النصب حال من الجلالة مؤكدة لإنكار ابتغاء غيره تعالى حكما؛ لأن {غير} هنا بمعنى مغاير، فيصح عمله في المضاف إليه. {أَنْزَلَ}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهِ}، والجملة صلة الموصول. {إِلَيْكُمُ}: متعلق بأنزل.

الصفحة 32