كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 10)

لجواب {إِنْ} الشرطية وجوبا لكون الجواب جملة طلبية {اعلموا}: فعل وفاعل في محل الجزم على كونه جوابا لها، وجملة {إِنْ} الشرطية معطوفة على جملة {إن} الأولى {أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ} ناصب واسمه وخبره، وجملة {أنْ} في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي {اعلموا} تقديره: فاعلموا، وأيقنوا كون الله تعالى مولاكم، وناصركم {نِعْمَ الْمَوْلى}: فعل وفاعل وهو من أفعال المدح، والمخصوص بالمدح، محذوف وجوبا تقديره: هو، وهو في محل رفع على الابتداء، وجملة {نِعْمَ} في محل الرفع خبر له، والجملة الاسمية جملة إنشائية لا محل لها من الإعراب، {وَنِعْمَ النَّصِيرُ}: فعل وفاعل والجملة في محل الرفع، خبر للمخصوص بالمدح المحذوف وجوبا المرفوع على كونه مبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على جملة {نِعْمَ الْمَوْلى} على كونها إنشائية لا محل لها من الإعراب.
التصريف ومفردات اللغة
{لِيُثْبِتُوكَ}؛ أي: ليشدوك بالوثاق ويرهقوك بالقيد والحبس حتى لا تقدر على الحركة؛ لأن كل من شد شيئا وأوثقه فقد أثبته لأنه لا يقدر على الحركة، وهذا إشارة لرأي أبي البختري، بفتح الباء وسكون الخاء المعجمة، وقوله: {أَوْ يَقْتُلُوكَ}؛ أي: كلهم قتلة رجل واحد، وهذا إشارة لرأي أبي جهل، الذي صوبه صديقه إبليس لعنهما الله تعالى، وقوله: {أَوْ يُخْرِجُوكَ}؛ أي: من مكة منفيا، وهذا إشارة لرأي هشام بن عمرو اه من «شرح المواهب اللدنية».
{وَيَمْكُرُونَ} بك؛ أي: ويحتالون ويتدبرون في أمرك وشأنك، والمكر (¬1) هو: التدبير الخفي، لإيصال المكروه إلى الممكور به من حيث لا يحتسب، والغالب أن يكون فيما يسوء ويذم من الكذب والحيل، وإذا نسب إلى الله .. كان من المشاكلة في الكلام بتسمية خيبة المسعى في مكرهم، أو مجازاتهم عليه باسمه.
¬__________
(¬1) المراغي.

الصفحة 430