كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 12)

النصب مقول القول. {قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ} {قَدْ}: حرف تحقيق. {نَبَّأَنَا اللَّهُ}: فعل ومفعول أول وفاعل. {مِنْ أَخْبَارِكُمْ}: مفعول ثانٍ، والجملة في محل النصب مقول القول. وفي "الفتوحات" قوله: {قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ}، فيه وجهان:
أحدهما: أنها المتعدية إلى مفعولين، أحدهما ضمير التكلم.
والثاني: قوله من أخباركم، وعلى هذا، ففي {مِنْ} وجهان:
أحدهما: أنها غير زائدة، والتقدير: قد نبأنا الله أخبارًا من أخباركم، أو جملة من أخباركم، فهو في الحقيقة صفة للمفعول المحذوف.
والثاني: أن {مِنْ} زائدة عند الأخفش،؛ لأنه لا يشترط فيها شيئًا. والتقدير: قد نبأنا الله أخباركم.
الوجه الثاني: من الوجهين الأولين: أنها متعدية لثلاثة، كأعلم، فالأول والثاني ما تقدم، والثالث محذوف؛ اختصارًا للعلم به، والتقدير: نبأنا الله من أخباركم كذبًا ونحوه اهـ "سمين".
{وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ}: فعل وفاعل ومفعول أول، والثاني محذوف تقديره: واقعًا، والجملة معطوفة على ما قبلها على كونها مقولًا لـ {قُل} {وَرَسُولُه}: معطوف على الجلالة.
{ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
{ثُمَّ}: حرف عطف وترتيب {تُرَدُّونَ}: فعل ونائب {إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ}: جار ومجرور، ومضاف إليه، متعلق بـ {تُرَدُّونَ} {وَالشَّهَادَةِ} معطوف على الغيب، والجملة الفعلية معطوفة على جملة {سيرى} على كونها، مقولا لـ {قُلْ} {فينبئكم} {الفاء}: عاطفة {ينبئكم}: فعل ومفعول أول، وفاعله ضمير، يعود على الله {بِمَا}: جار ومجرور، في محل المفعول الثاني، والجملة، معطوفة على جملة تردون {كُنْتُمْ}: فعل ناقص، واسمه. وجملة {تَعْمَلُونَ}: خبره، وجملة {كان} صلة لـ {ما} إن قلنا: {ما} موصولة، والعائد محذوف تقديره: بما كنتم تعملونه، أو صلة {ما} المصدرية إن قلنا: {ما} مصدرية تقديره: بعملكم.

الصفحة 33