كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 12)

{بِمَا}: جار ومجرور متعلق بـ {يُؤْمِنُوا} {كَذَّبُوا} فعل وفاعل صلة لـ {مَا} أو صفة لها. {بِهِ} متعلق بـ {كَذَّبُوا} وهو العائد على {مَا} الموصولة {مِنْ قَبْلُ}: جار ومجرور متعلق بـ {كَذَّبُوا} أيضًا وجملة {يُؤْمِنُوا} صلة أن المضمرة أن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور باللام، على مذهب البصريين، الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر {كَانَ} تقديره: فما كانوا مريدين للإيمان بما كذبوا به من قبل، وجملة {كَانَ} معطوفة على جملة {جاؤوا} وأما على مذهب الكوفيين فلام الجحود زائدة، والتقدير: فما كانوا مؤمنين بما كذبوا به من قبل {كَذَلِكَ}: جار وجرور صفة لمصدر محذوف. {نَطْبَعُ} فعل مضارع وفاعله ضمير يعود على الله {عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ} متعلق به، والتقدير: نطبع على قلب كل معتد طبعًا مثل طبعنا على هؤلاء، والجملة الفعلية مستأنفة.
{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}.
{ثُمَّ بَعَثْنَا}: فعل وفاعل {مِنْ بَعْدِهِمْ} جار ومجرور متعلق به {مُوسَى وَهَارُونَ} مفعول به ومعطوف عليه {إِلَى فِرْعَوْنَ}: متعلق به أيضًا. {وَمَلَئِهِ}: معطوف على {فِرْعَوْنَ} {بآياتنا}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بمحذوف حال من {مُوسَى وَهَارُونَ}؛ أي: حالة كونهما مؤيدين بآياتنا، وجملة {بَعَثْنَا}: معطوفة على {بَعَثْنَا} الأول عطف قصة على قصة، وهذا من قبيل ذكر الخاص بعد العام، لما في الخاص من الغرابة، كما ذكره "أبو السعود" {فَاسْتَكْبَرُوا} فعل وفاعل معطوف على محذوف مرتب عليه، تقديره: فأتياهم فبلغاهم الرسالة، فاستكبروا عن اتباعها، فالجملة المحذوفة معطوفة على جملة {بَعَثْنَا} {وَكَانُوا}: فعل ناقص واسمه معطوف على {استكبروا} {قَوْمًا}: خبرها {مُجْرِمِينَ} صفة له.
{فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ}.
{فَلَمَّا} الفاء: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفت أنهم استكبروا عن آياتنا، وأردت بيان كيفية استكبارهم ..

الصفحة 332