كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 12)

والجملة معطوفة على جملة {تبوءا} {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}: فعل وفاعل ومفعول معطوف على {تبوءا}. {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}؛ فعل ومفعول وفاعله ضمير يعود على {موسى} والجملة معطوفة على جملة {تبوءا}.
التصريف ومفردات اللغة
{نَبَأَ نُوحٍ}؛ أي: بعض نبأه مع قومه، إذ المذكور ليس جميع خبره، بل بعضه وتقدم أن اسمه عبد الغفار، وأن نوحًا لقبه. والنبأ: هو الخبر الذي له خطر وشأن. {مَقَامِي} والمقام: بفتح الميم، مكان القيام، وبضمها مكان الإقامة، أو الإقامة نفسها، والأول: من قام الثلاثي، والثاني: من أقام الرباعي، وفي "زاده"، والمقام إما اسم لمكان القيام، أو مصدر له، فعلى الأول يكون كناية عن النفس؛ لأن المكان من لوازمه، وعلى كونه مصدرًا، إما أن يراد به طول قيامه بينهم، أو قيامه على الدعوة والتذكير؛ لأنه مكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، اهـ {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} أمر من الإجماع والإجماع: العزيمة على الأمر عزمًا لا تردد فيه، كما قال شاعرهم:
أَجْمَعُوْا أَمْرَهُمْ بِلَيْلٍ فَلَمَّا ... أَصْبَحُوْا أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ
فأجمع الرباعي يتعدى بنفسه وبعلى، فيقال: أجمع أمره وأجمع عليه، والمعنى على كلا الوجهين: العزم والتصميم؛ أي: عزم أمره وصمم عليه. وفي "السمين" قرأ العامة: فأجمعوا أمرًا، من أجمع، بقطع الهمزة، يقال: أجمع في المعاني، وجمع في الأعيان، فيقال: أجمعت أمري، وجمعت الجيش هذا هو الأكثر {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ}؛ أي: أدوا إليّ ذلك الأمر الذي تريدون بي، فالقضاء هنا، من قولهم: قضى دينه، إذا أداه. وقيل معناه: أسرعوا به إليّ، وأبرزوه، ولام القضاء واو؛ لأنه من قضا يقضو، اهـ "سمين".
{غُمَّةً} والغمة: الستر واللبس، يقال: إنه لفي غمة من أمره إذا لم يهتد له، والإنظار: التأخير والإمهال. {فِي الْفُلْكِ} تقدم أن الفلك يستعمل مفردًا وجمعًا، والمراد هنا المفرد {خَلَائِفَ} يخلفون الذين هلكوا بالغرق، جمع خليفة، كصحائف وصحيفة {نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ} الطبع على القلوب هو عدم

الصفحة 338