كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 12)

منافقي الأعراب، ثم بين أن في الأعراب من هو مخلص صالح، ثم بيَّن رؤساء المؤمنين من هم .. ذكر في هذه الآية أن منافقين حولكم من الأعراب وفي المدينة لا تعلمونهم؛ أي: لا تعلمون أعيانهم، أو لا تعلمونهم منافقين.
أسباب النزول
قوله تعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ...} الآيتين، سبب نزولهما: ما أخرجه ابن جرير بسنده أن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يقول: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تبوك .. جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون، فطفقوا يعتذرون إليه، ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلًا، فقبل منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علانيتهم، وبايعهم، واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله، وصدقته حديثي، فقال كعب: والله ما أنعم الله عليَّ من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون كذبته فأهلك، كما هلك الذين كذبوا، إن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي، شرَّ ما قال لأحد: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95)} إلى قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ...} الحديث، رجاله رجال الصحيح ونحوه في "صحيح البخاري" في ختام حديث كعب بن مالك في كتاب المغازي باب غزوة تبوك.
قوله تعالى: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ ...} الآية، سبب نزولها: ما (¬1) أخرجه ابن جرير عن مجاهد قال: إنها نزلت في بني مقرن من مزينة الذين نزلت فيهم: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ}. وقال (¬2) عبد الرحمن بن معقل بن مقرن المزني: كنا عشرة ولد مقرن، فنزلت فينا هذه الآية: يعني {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ...} الآية، يريد الستة أو السبعة الإخوة على الخلاف في عددهم وبنيهم.
¬__________
(¬1) لباب النقول.
(¬2) البحر المحيط.

الصفحة 9