كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 13)

{مُبِينٌ} صفة لـ {سِحْرٌ}، والجملة الاسمية في محل النصب مقول القول.
{وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}.
{وَلَئِنْ} {الواو} عاطفة، {اللام} موطئة للقسم {إن} حرف شرط {أَخَّرْنَا} فعل وفاعل في محل الجزم بـ {إن} على كونِه فعلَ شرط لها {عَنْهُمُ} متعلق به {الْعَذَابَ} مفعول به {إِلَى أُمَّةٍ} متعلق بـ {أَخَّرْنَا} {مَعْدُودَةٍ} صفة لـ {أُمَّةٍ} {لَيَقُولُنَّ} {اللام} موطئة للقسم، مؤكدة للأولى {يقولن} فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم، وعلامة رفعه ثبات النون المحذوفة لتوالي الأمثال؛ لأن أصلَه ليقولونن، وواو الجماعة المحذوفة، لالتقاء الساكنين في محل الرفع فاعل، والجملة الفعلية جوابُ القسم لا محلَّ لها من الإعراب، وجوابُ الشرط محذوف لِدلالةِ جواب القسم عليه، تقديره: وإن أخرنا عنهم العذاب .. يقولون ما يحبسه، وجملة الشرط مع جوابه، وكذلك جملة القسم معطوفة على جملة قوله: {وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ} و {يقولن} بضم اللام هنا معرب بالنون المحذوفة لالتقاء الساكنين، وإنما أعرب مع نون التوكيد لانفصالها بالواو في التقدير، وإن بَاشَرَتْ في اللفظ، وشرط بناء الفعل معها مباشرتها فيهما، وهذا بخلاف {لَيَقُولَنَّ} المتقدم فإنه مبني لمباشرة النون في اللفظ والتقدير كما سيأتي بيان إعلاله في مباحث الصرف، {مَا} استفهامية في محل الرفع مبتدأ {يَحْبِسُهُ} فعل ومفعول وفاعله ضمير يعود على ما الاستفهامية، والضمير المنصوب يعود على {الْعَذَابَ} والمعنى: أي شيء من الأشياء يحبس العذاب، ويمنعه من الوقوع؟ وهذا الاستفهام على سبيل الاستهزاء، والسخرية، وجملة {يَحْبِسُهُ} في محل الرفع خبر {مَا} الاستفهامية، والجملة الاسمية في محل النصب مقول القول {أَلَا} حرف استفتاح داخلة على {لَيْسَ} في المعنى {يَوْمَ} منصوب على الظرفية الزمانية، متعلق بـ {مَصْرُوفًا} {يَأْتِيهِمْ} فعل ومفعول وفاعله ضمير يعود على {الْعَذَابَ}، والجملة في محل الجر، مضاف إليه لـ {يَوْمَ}. {لَيْسَ} فعل ماض ناقص، واسمها ضمير يعود على {الْعَذَابَ}. {مَصْرُوفًا} خبر {لَيْسَ} والتقدير:

الصفحة 34