كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 13)

إلى قوله: {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} مقول محكي لـ {قَالَ}، وإن شئت قلت: {الْآنَ} ظرف للزمان الحاضر في محل النصب على الظرفية، متعلق بـ {حَصْحَصَ}. {حَصْحَصَ الْحَقُّ} فعل، وفاعل، والجملة في محل النصب مقول {قَالَتِ}. {أَنَا} مبتدأ. {رَاوَدْتُهُ} فعل وفاعل ومفعول. {عَنْ نَفْسِهِ} متعلق به، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول {قَالَتِ}. {وَإِنَّهُ} {الواو} عاطفة. {إنه} ناصب واسمه. {لَمِنَ} {اللام} حرف ابتداء. {مِنَ الصَّادِقِينَ} جار ومجرور خبر {إن} والجملة الاسمية في محل النصب معطوفة على الجملة الاسمية المذكورة قبلها. {ذَلِكَ} مبتدأ. {لِيَعْلَمَ} {اللام} حرف جر وتعليل. {يعلم} فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازًا بعد لام كي، وفاعله ضمير يعود على يوسف على القول، بأنه من كلام زليخا، وهو الظاهر من السياق، أو يعود على العزيز إن قلنا: إنه من كلام يوسف، وفيه تكلف ظاهر كما مرت الإشارة إليه، في مبحث التفسير. والجملة الفعلية مع أن المضمرة في تأويل مصدر مجرور باللام، تقديره: لعلم يوسف أني لم أخنه بالغيب الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، ذلك الاعتراف كائن مني لكي يعلم يوسف أني لم أخنه بالغيب. {أَنِّي} ناصب واسمه. {لَمْ أَخُنْهُ} جازم وفعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على زليخا، والجملة في محل الرفع خبر (أن) وجملة (أن) في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي {علم} تقديره: ذلك ليعلم يوسف عدم خيانتي إياه في الغيب. {بِالْغَيْبِ} جار ومجرور إما حال من فاعل {أَخُنْهُ} تقديره: حَالَةَ كوني غَائِبًا عن عينيه أو من المفعول تقديره: حَالَةَ كونه غَائِبًا عن عيني، ويجوز أن تكون (الباء) ظرفية متعلقة بـ {أَخُنْهُ}؛ أي: لم أخنه في مكان الغيب، ذكره "السمين". {وَأَنَّ اللَّهَ} ناصب واسمه. {لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} فعل ومفعول، ومضاف إليه، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة في محل الرفع خبر {أن}، وجملة {أن} معطوفة على جملة {أن} المذكورة قبلها على كونها في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي {علم} تقديره: ذلك الاعتراف {لِيَعْلَمَ} يوسف عدمَ خيانتي إياه، في الغيب، وعدم هداية الله تعالى كَيدَ الخائنين؛ أي: عَدَمَ إتمامه لهم مرادَهم من الكيد والمكر.

الصفحة 454