101 - ولمّا أتمّ الله (¬1) سبحانه نعمته على يوسف عليه السلام بما خلصه منه من المحن العظيمة، وبما خوله من الملك وعلمه من العلم .. تاقت نفسه إلى الخير الأخروي الدائم الذي لا ينقطع، فقال: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ}؛ أي: قال يوسف بعد ما جمع الله له أبويه وإخوته وبسط له من الدنيا ما بسط من الكرامة، ومكن له في الأرض: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي}؛ أي: (¬2) أعطيتني بعض الملك؛ أي: بعضًا منه عظيمًا، وهو ملك مصر، إذ لم يكن له ملك كل الدنيا، وجعلتني متصرفًا فيها بالفعل، وإن كان لغيري بالاسم، ولم يكن لي فيها حاسد ولا باغٍ؛
¬__________
(¬1) الشوكاني.
(¬2) روح البيان.