كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 14)

تبين له أنه عدو لله تبرأ منه كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ} .. الآية. وللمؤمنين بك ممن تبعني على الدين الذي أنا عليه، فأطاعك في أمرك ونهيك يوم تحاسب عبادك، فتجازيهم بأعمالهم إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر. وقرأ (¬1) ابن مسعود والنخعي والزهري وابن يعمر: {وَلِوَالِدَيَّ} - بغير ألف وبفتح اللام - يعني: إسماعيل وإسحاق يدل عليه ذكرهما قبل ذلك، وأنكر عاصم الجحدري هذه القراءة، وقال: إن في مصحف أبي بن كعب {ولأبوي}. وقرأ عاصم الجحدري: {ولوُلْدي} - بضم الواو وسكون اللام - فاحتمل أن يكون جمع ولد، كأُسد في أسد، ويكون قد دعا لذريته، وأن يكون لغة في الولد، كما قالوا: العَدَم والعُدْم. وقرأ مجاهد وابن جبير: {ولوالدي} - بإسكان الياء - على إرادة الأب وحده، كقوله: {وَاغْفِرْ لِأَبِي}. وقرأ يحيى بن يعمر والجوني: {ولولدَي} بفتح الواو وكسر الدال على التوحيد، وما عدا قراءة الجمهور شاذ وليس بمتواتر.
الإعراب
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}.
{أَلَمْ} (الهمزة): للاستفهام التعجبي. {لم}: حرف جزم. {تَرَ}: فعل مضارع مجزوم بـ {لم}، وهو من رؤية البصر، عداه بـ {إِلَى} تضمينًا له بمعنى النظر، وفاعله ضمير يعود على محمد. {إِلَى الَّذِينَ}: جار ومجرور متعلق به، وهو في محل المفعول؛ أي: هل رأيت عجبًا مثل هؤلاء الذين بدلوا نعمة الله كفرًا. {بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا}: فعل وفاعل ومفعولان، والجملة صلة الموصول. {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ}: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة معطوفة على جملة {بَدَّلُوا}. {دَارَ الْبَوَارِ}: ظرف ومضاف إليه متعلق بـ {أَحَلُّوا}. {جَهَنَّمَ}: عطف بيان من {دَارَ الْبَوَارِ}. {يَصْلَوْنَهَا}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل النصب
¬__________
(¬1) زاد المسير والبحر المحيط.

الصفحة 428