كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 14)

التصريف ومفردات اللغة
{دَارَ الْبَوَارِ}؛ أي: الهلاك، يقال: رجل بسائر وقوم بور، كما قال: {وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} ومنه قول الشاعر:
فَلَمْ أَرَ مِثْلَهُمْ أَبْطَالَ حَرْبٍ ... غَدَاةَ الْحَرْبِ إِذْ خِيْفَ الْبَوَارُ
وفي "المصباح": بار الشيء يبور بورًا - بالضم - هلك، وبار الشيء بوارًا إذا كسد.
{يَصْلَوْنَهَا}؛ أي: يقاسون حرها، يقال: صلى النار صليًّا قاسى حرها كتصلاها، والمرادَ بيصلونها: الدخول مع المقاساة لشدة حرها، وإلا فمطلق الدخول قد استفيد من قوله: {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ}. وفي "المصباح": صلى الله بالنار، وصليها، صلى - من باب تعب -: وجد حرها، والصِّلاء - وزان كتاب -: حر النار، وصليت اللحم أصليه - من باب رمى - إذا شويته. اهـ.
{أَنْدَادًا} والأنداد: الشركاء جمع ند، وهو المثل الشبيه.
{فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ}؛ أي: مرجعكم ومردكم، والمصير: مصدر (¬1) صار التامة بمعنى: رجع. {سِرًّا وَعَلَانِيَةً} اسما مصدر لأسر وأعلن الرباعيين.
{يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ}؛ أي: فدية. {وَلَا خِلَالٌ} الخلال: المخالة والصداقة، وفي "القرطبي" الخلال (¬2): جمع خلة كقلة وقلال. قال الشاعر:
فَلَسْتُ بِمَقْلِيِّ الْخِلاَلِ وَلاَ قَالِي
{وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ} السماء: السحاب، وكل ما علا الإنسان فأظله فهو سماء، مشتق من السمو؛ وهو الارتفاع، وسمي السحاب سماء لارتفاعه.
{مِنَ الثَّمَرَاتِ}: جمع ثمر، والثمر: اسم يقع على ما يحصل من الشجر، وقد يقع على الزرع أيضًا بدليل قوله تعالى: {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}.
¬__________
(¬1) روح البيان.
(¬2) القرطبي.

الصفحة 436