كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 14)

أن يكون {كَيْفَ فَعَلْنَا} فاعلًا لـ {تبين}؛ لأن الاستفهام له الصدارة، وقال بعض الكوفيين: إن جملة {كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ} هو الفاعل وهم يجيزون أن تكون الجملة فاعلًا. {لَكُمُ} متعلقان به {كَيْفَ}: اسم استفهام تعجيب في محل النصب على التشبيه بالمفعول به لـ {فَعَلْنَا} مبني على الفتح. {فَعَلْنَا}: فعل وفاعل. {بِهِمْ}: متعلق به، والجملة إنشائية لا محل لها من الإعراب. {وَضَرَبْنَا}: فعل وفاعل. {لَكُمُ}: متعلق به. {الْأَمْثَالَ}: مفعول به، والجملة مستأنفة.
{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)}.
{وَقَدْ} (الواو): استئنافية. {قد}: حرف تحقيق. {مَكَرُوا مَكْرَهُمْ}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة مستأنفة. {وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ}: ظرف ومضاف إليه خبر مقدم. {مَكْرُهُمْ}: مبتدأ مؤخر، والجملة في محل النصب حال من فاعل {مَكَرُوا}. {وَإِنْ} (الواو): استئنافية. {إن}: نافية. {كَانَ مَكْرُهُمْ}: فعل ناقص واسمه. {لِتَزُولَ} (اللام): حرف جر وجحود. {تزول}: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود. {مِنْهُ}: جار ومجرور متعلق به. {الْجِبَالُ}: فاعل مرفوع، والجملة الفعلية صلة أن المضمرة، أن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور باللام تقديره: وإن كان مكرهم لزوال الجبال منه، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر {كَانَ} تقديره: وإن كان مكرهم صالحًا لزوال الجبال منه، وجملة {كَانَ} مستأنفة.
{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)}.
{فَلَا}: (الفاء): تفريعية. {لا تحسبن الله}: فعل ومفعول أول، وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة معطوفة مفرعة على جملة قوله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} وما بينهما جمل معترضة. {مُخْلِفَ وَعْدِهِ}: مفعول ثان ومضاف إليه. {رُسُلَهُ}: مفعول به لـ {وَعْدِهِ}؛ لأنه مصدر مضاف لفاعله، {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ}: ناصب واسمه وخبره. {ذُو انْتِقَامٍ}: صفة لـ {عَزِيزٌ}. وجملة {إِنَّ} مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.

الصفحة 461