كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 14)

ما طبق طرفه؛ أي: جفنه على الآخر، والطرف أيضًا تحريك الجفن. اهـ.
{وَأَفْئِدَتُهُمْ}؛ أي: قلوبهم جمع فؤاد. {هَوَاءٌ}؛ أي: خالية (¬1) من العقل والفهم، لفرط الحيرة والدهشة، ويقال للجبان والأحمق: قلبه هواء؛ أي: لا قوة ولا رأي له، كما قال حسان يهجو أبا سفيان بن حرب:
أَلاَ أَبْلِغْ أبَا سفيانَ عَنِّي ... فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَوَاءٌ
وفي "المختار": الهواء ممدودًا ما بين السماء والأرض، والجمع أهوية، وكل خال هواء. اهـ. وإنما أفرد هواء مع كونه خبرًا عن جمع؛ لأنه في معنى فارغة، ولو لم يقصد ذلك .. لقيل: أهوية، ليطابق الخبر مبتدأه اهـ. "سمين".
ومعنى الآية: أن القلوب يومئذٍ زائلة عن أماكنها، والأبصار شاخصة، والرؤوس مرفوعة إلى السماء من هول ذلك اليوم وشدته.
{مِنْ زَوَالٍ}؛ أي: من انتقال من دار الدنيا إلى دار أخرى للجزاء.
{وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ}؛ أي: بينا لكم (¬2) أنهم مثلكم في الكفر واستحقاق العذاب.
{وَبَرَزُوا}؛ أي: خرجوا من قبورهم.
{مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ}؛ أي: مشدودين في القيود والأغلال جمع مقرن والمقرن من جمع في القرن، وهو الحبل الذي يربط به. وروي أن كل كافر يقرن مع شيطانه في سلسلة. والأصفاد جمع صَفَد - بفتحتين -: وهو القيد. والأغلال جمع غُل - بضم الغين -: وهو طوق من حديد، يقال: صفده يصفده صفدًا - من باب ضرب - إذا قيده، والاسم الصفد، وصفّده مشددًا للتكثير. اهـ. "سمين".
{سَرَابِيلُهُمْ}: السرابيل: القمص، واحدها: سربال، ومنه قول كعب بن مالك:
تَلْقَاكُمُ عُصَبٌ حَوْلَ النَّبِيِّ لَهُمْ ... مِنْ نَسْجِ دَاوُوْدَ فِيْ الْهَيْجَا سَرَابِيْلُ
¬__________
(¬1) المراغي.
(¬2) المراغي.

الصفحة 465