كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 14)

الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجبال بجامع الثبات والقرار في كل.
ومنها: الإظهار مقام الإضمار في قوله: {فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا} لتقدم المرجع في قوله: {وَأَنْذِرِ النَّاسَ}.
ومنها: العدول عن المضارع إلى الماضي في قوله: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ} بدل: ويبرزون؛ للدلالة على تحقق الوقوع مثل: {أتى أمر الله} فكأنه حدث ووقع، فأخبر عنه بصيغة الماضي.
ومنها: رد العجز على الصدر في قوله: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ} فقد افتتحت هذه السورة بقوله: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} ... الخ، فهو من المحسنات البديعية.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.
والله سبحانه وتعالى أعلم، وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين آمين آمين (¬1).
* * *
¬__________
(¬1) إلى هنا قد تم تفسير الجزء الثالث عشر من تفسير حدائق الروح والريحان منتصف اليوم الخامس والعشرين من شهر الله رجب الفرد من شهور سنة ألف وأربع مئة وإحدى عشرة سنة 25/ 7/ 1411 هـ من الهجرة النبوية على صاحبها أفصل الصلوات وأزكى التحيات في مكة المكرمة في المسفلة حارة الرشد.
والحمد لله أولًا وآخرًا وباطنًا وظاهرًا وسرًّا وجهرًا على إتمام تفسير هذا الجزء الثالث عشر، لقد بذلنا جهدنا وطاقتنا على حسب القوى البشرية في تلخيصه وتهذيبه وتنقيحه، فرحم الله امرأ نظر فيه بعين الإنصاف فسامح، ووقوف في التصحيح على خطأ فأصلح، وأعوذ بالله من حاسد إذا حسد وبغى، وأستغفره - جل اسمه - من قلم زلَّ وسهى، أو حرف شيئًا عن موضعه وطغى، وهو حسبي ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا باللهِ العلي العظيم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
تمَّ المجلد الرابع عشر من تفسير "حدائق الروح والريحان"، ويليه المجلد الخامس عشر، وأوله سورة الحجر.

الصفحة 467