كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 15)

{وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5)}.
{وَمَا} {الواو}: استئنافية، {ما}: نافية، {أَهْلَكْنَا}: فعل وفاعل {مِنْ قَرْيَةٍ}: مفعول به، و {مِن}: زائدة، {إِلَّا}: أداة استثناء مفرغ، {وَلَهَا} {الواو}: واو الحال، {لها}: خبر مقدم، {كِتَابٌ}: مبتدأ مؤخر، {مَعْلُومٌ}: صفة {كِتَابٌ}، والجملة الاسمية في محل النصب حال من {قَرْيَةٍ}، وسوَّغ مجيء الحال منها دخول من الزائدة عليها، والتقدير: وما أهلكنا قرية من القرى في حال من الأحوال إلا حال كون أجل معلوم لهلاكها، {مَا}: نافية، {تَسْبِقُ}: فعل مضارع، {مِنْ أُمَّةٍ}: فاعل، و {مِنْ} زائدة لتأكيد النفي، {أَجَلَهَا}: مفعول به، والجملة مستأنفة، {وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ}: فعل وفاعل، معطوف على {تَسْبِقُ}، ومتعلق {يَسْتَأْخِرُونَ} محذوف لدلالة ما قبله عليه، تقديره: عنه ولوقوعه فاصلة، وحمل (¬1) على لفظ {أُمَّةٍ} في قوله: {أَجَلَهَا}، فأفرد وأنث، وعلى معناها في قوله: {وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ} فجمع وذكر.
{وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}.
{وَقَالُوا} فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، {يَا أَيُّهَا الَّذِي} إلى قوله: {إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} مقول محكي، وإن شئت قلت: {يَا أَيُّهَا}: منادى نكرة مقصودة، وجملة النداء في محل النصب مقول قال، {الَّذِي}: اسم موصول في محل الرفع صفة لـ {أي}، {نُزِّلَ}: فعل ماض مغير الصيغة، {عَلَيْهِ}: متعلق به، {الذِّكْرُ}: نائب فاعل، والجملة صلة الموصول، {إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}: ناصب واسمه وخبره، و {اللام} حرف ابتداء، والجملة في محل النصب مقول قال، على كونها جواب النداء، {لَوْ مَا}: حرف تحضيض بمعنى هلَّا، {تَأْتِينَا}: فعل ومفعول، {بِالْمَلَائِكَةِ}: متعلق به، وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة في
¬__________
(¬1) الفتوحات.

الصفحة 39