كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 16)

{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَدًا (35)}.
{وَدَخَلَ}: {الواو} عاطفة {دَخَلَ}: فعل ماض وفاعله ضمير يعود على صاحب الجنتين {جَنَّتَهُ}: مفعول به على السعة، والجملة معطوفة على جملة قوله {وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ}، {وَهُوَ}: {الواو} حالية {هُوَ ظالِمٌ}: مبتدأ وخبر {لِنَفْسِهِ}: {اللام} زائدة لـ {نفسه} مفعول به لـ {ظالِمٌ}، والجملة الاسمية في محل النصب حال من فاعل، {دَخَلَ}: {قالَ} فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على صاحب الجنة، والجملة مستأنفة مسوقة لبيان سبب الظلم، وهو الأحسن، ويجوز أن تكون حالا من الضمير في {ظالِمٌ}؛ أي: وهو ظالم في حال كونه قائلًا كذا في «الجمل». {ما} نافية {أَظُنُّ}: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على الداخل، والجملة الفعلية في محل النصب مقول {قالَ} {أَنْ تَبِيدَ هذِهِ}: ناصب وفعل وفاعل {أَبَدًا}: ظرف زمان متعلق بـ {تَبِيدَ}، والجملة الفعلية في تأويل مصدر سادّ مسد مفعولي {أَظُنُّ} تقديره: ما أظن بيد هذه الجنة وهلاكها أبدًا.
{وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْها مُنْقَلَبًا (36)}.
{وَما} {الواو}: عاطفة {ما} نافية {أَظُنُّ}: فعل مضارع وفاعله ضمير يعود على الداخل، والجملة معطوفة على جملة قوله {ما أَظُنُّ} {السَّاعَةَ قائِمَةً}: مفعولان لـ {أَظُنُّ} {وَلَئِنْ}: {الواو} عاطفة، و {اللام} موطئة للقسم {إن} حرف شرط {رُدِدْتُ}: فعل ونائب فاعل في محل الجزم بـ {إن} الشرطية على كونه فعل شرط لها، {إِلى رَبِّي}: متعلق به {لَأَجِدَنَّ}: {اللام} واقعة في جواب القسم مؤكدة للأولى {أجدن} فعل مضارع في محل الرفع، لتجرده عن الناصب والجازم، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وفاعله ضمير يعود على الداخل {خَيْرًا}: مفعول به لأنه من وجد بمعنى أصاب {مِنْها}: متعلق بـ {خَيْرًا} {مُنْقَلَبًا}: تمييز لـ {خَيْرًا} منصوب به، والجملة الفعلية جواب القسم لا محلّ لها من الإعراب، وجملة القسم مع جوابه في محل النصب معطوفة على جملة قوله: {ما أَظُنُّ} على كونها مقول {قالَ}، وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم كما هي القاعدة على حدّ قول ابن مالك:

الصفحة 391