كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 16)

بعضه بعضًا، وقيل: عيانًا، وقيل: فجأة {لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ}، والإدحاض الإزلاق يقال أدحض قدمه؛ أي: أزلقها، وأزلها من موضعها، والحجة الداحضة التي لا ثبات لها، والدحض الطين: لأنه يزلق فيه، ومكان دحض من هذا اهـ «سمين». وفي «المختار»: دحضت حجته بطلت، وبابه خضع وأدحضها الله، ودحضت رجله زلقت وبابه قطع، والإدحاض الإزلاق اهـ.
{أَكِنَّةً}؛ أي: أغطية جمع كنان كزمام، وأزمة، وأصله أكننة، كأزممة نقلت حركة النون إلى الكاف، قبلها، ثم أدغمت في التي بعدها اهـ شيخنا وفي «القاموس»: أنّه جمع كن أيضًا، ونصه: والكن - بالكسر - وقاء كل شيءٍ وستره كالكنة، والكنان بكسرهما، والجمع أكنان وأكنة اهـ {وَقْرًا}؛ أي: ثقلا في السمع {مَوْئِلًا} والموئل المرجع، من وأل، يئل، وألًا، وؤولًا إذا رجع، وهو من التأويل، وقال الفراء: الموئل المنجا، يقال وألت نفسه، أي نجت، وقال ابن قتيبة: الموئل الملجأ يقال وأل فلان إلى فلان يئل، وألا، وؤولا إذا لجأ إليه، وهو هنا مصدر اهـ. وفي «المصباح»: وأل إلى الله يئل - من باب وعد - التجأ إليه، وباسم الفاعل سمي ومنه: وائل بن حجر، وهو صحابي، وسحبان بن وائل، ووأل رجع، وإلى الله الموئل؛ أي: المرجع اهـ. {لِمَهْلِكِهِمْ} بضم الميم اسم مصدر لأهلك لكنه على زنة اسم المفعول، وهو مضاف لمفعوله؛ أي: لإهلاكنا إياهم.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة، وضروبًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الجناس المماثل في قوله: {اسْجُدُوا} {فَسَجَدُوا}.
ومنها: الاستفهام الإنكاري التعجبي في قوله: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ}.
ومنها: الطباق بين {أَوْلِياءَ} و {عَدُوٌّ} في قوله: {أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} لأن الأولياء معناه الأصدقاء وإن كان مجازًا عن الأتباع.

الصفحة 427