كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 16)

مقول {قالَ} {بِغَيْرِ نَفْسٍ} جار ومجرور متعلق بـ {قَتَلْتَ} أو في محل نصب على الحال من الفاعل، أو المفعول؛ أي: قتلته ظالمًا، أو مظلومًا {لَقَدْ} {اللام} موطئة للقسم {قد} حرف تحقيق {جِئْتَ شَيْئًا} فعل وفاعل ومفعول {نُكْرًا} صفة {شَيْئًا} والجملة جواب القسم لا محلّ لها من الإعراب.
التصريف ومفردات اللغة
{مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ}: اسم مكان من جمع يجمع من باب فَتَح فالقياس في مصدره: ومكانه وزمانه الفتح، وهو ملتقى بحر الروم، وبحر فارس، مما يلي المشرق، وملتقاهما عند البحر المحيط، وقيل: ملتقى البحرين هو بحر الأردن، وبحر القلزم، وقيل: غير ذلك مما هو مذكور في المطوّلات {أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}؛ أي: زمنًا طويلًا، والحقب ثمانون سنة وقيل: سبعون سنة، وقيل: سنة واحدة. بلغة قريش، ويجمع على أحقاب كعنق، وأعناق، وفي معناه الحقبة بالكسر، وبالضم، وتجمع الأولى: على حقب كقربة، وقرب، والثانية: على حقب كغرفة وغرف ذكره في «الفتوحات». {سَرَبًا}؛ أي: مسلكا كالسرب، وهو: النفق، فصار الماء عليه كالقنطرة، وفي معاجم اللغة: السرب: بفتحتين الحفيرة، تحت الأرض، والقناة يدخل منها الماء، ويقال: طريق سرب؛ أي: يتتابع فيه الناس. {غَداءَنا}، والغداء الطعام الذي يؤكل أولَ النهار، والمراد به هنا الحوت {نَصَبًا}؛ أي: تعبًا وإعياءً {إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ}؛ أي: التجأنا، والصخرة معروفة، وهي حجر كبير {نبغى}؛ أي: نطلب {فَارْتَدَّا}؛ أي: رجعا {عَلى آثارِهِما}؛ أي: على طريقهما الذي جاءا منه {قَصَصًا}؛ أي: اتباعَا من قولهم أثره إذا تبعه {مِنْ لَدُنَّا} {مِنْ عِنْدِنا} لدن، وهي بمعنى عند، فتكون اسمًا لزمان الحضور ومكانه، كما أن عند كذلك إلا أن لدن تختص بستة أمور:

1 - أنها ملازمة لمبدأ الغايات الزمانية والمكانية، و {عند} غير ملازمة فمن ثم يتعاقبان في نحو: جئت من عنده من لدنه، وفي الآية الكريمة.

2 - أن الغالب في لدن استعمالها مجرورة بمن، ونصبها قليل، وجر عند بمن دون جر لدن في الكثرة.

الصفحة 457