كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 17)
وقرأ عبد الله، وطلحة بن عبيد الله، وعمرو بن العاص، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية، والحسن، وزيد بن علي، وابن عامر، وحمزة، والكسائي {حامية} بالياء؛ أي: حارة.
وقرأ ابن عباس، وباقي السبعة، وشيبة، وحميد ابن أبي ليلى، ويعقوب، وأبو حاتم، وابن جبير الأنطاكي {حَمِئَةٍ} بهمزة مفتوحة، والزهري يليِّنها؛ أي: ذات طين أسود، ولا تنافي بين الحامية والحمئة، إذ تكون العين جامعة للوصفين، وفي التوراة تغرب في ماء وطين.
وقرأ حمزة (¬1)، والكسائي، وحفص، وأبو بحرية، والأعمش، وطلحة، وابن مناذر، ويعقوب، وأبو عبيد، وابن سعدان، وابن عيسى الأصبهاني، وابن جبير الأنطاكي، ومحمد بن جرير {فَلَهُ جَزَاءً} بالنصب والتنوين، والمراد بالحسنى على قراءة النصب الجنة وقرأ باقي السبعة {جزاء الحسنى} يرفع جزاء مضافًا إلى الحسنى.
قال أبو علي: جزاء الخلال الحسنة التي أتاها وعملها، و {جزاء} مبتدأ و {لَهُ} خبره، وقرأ عبد الله ابن أبي إسحاق {فله جزاء} مرفوعًا منونًا، وهو مبتدأ وخبر، والحسنى بدل من جزاء.
وقرأ ابن عباس، ومسروق {جزاء} بالنصب بغير تنوين الحسنى بالإضافة، ويخرج على حذف المبتدأ لدلالة المعنى عليه؛ أي: فله الجزاء جزاء الحسنى، وخرَّجه المهدوي: على حذف التنوين لالتقاء الساكنين، وقرأ أبو جعفر {يسرًا} بضم السين حيث وقع.
89 - {ثُمَّ} قفل ذو القرنين راجعاً من مغرب الشمس و {أَتْبَعَ سَبَبًا}؛ أي: سلك طريقًا موصلًا إلى مشرقها
90 - {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ}؛ أي: وصل الموضع الذي تطلع عليه الشمس أولًا من معمور الأرض، إذ لا يمكنه أن يبلغ موضع طلوع الشمس، وقيل (¬2): مكان طلوعها, لعدم المانع شرعًا ولا عقلًا من وصوله إليه،
¬__________
(¬1) البحر المحيط.
(¬2) الشوكاني.