كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 18)

ومفعول أول، وفاعل مستتر يعود على إبراهيم أو على الله. {الْمُسْلِمِينَ}: مفعول ثان. والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب، حال من {إِبْرَاهِيمَ}، ويحتمل كون هو ضميرًا يعود على الله، وكذا فاعل {سَمَّاكُمُ} فتكون الجملة الاسمية حينئذٍ حالًا من فاعل، وسع المحذوف، أو من فاعل جعل. {مِنْ قَبْلُ}: جار ومجرور متعلق بـ {سَمَّاكُمُ}؛ أي: من قبل هذا الكتاب {وَفِي هَذَا}: معطوف على {مِنْ قَبْلُ}؛ أي: وفي هذا الكتاب.
{لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}.
{لِيَكُونَ} {اللام}: حرف جر وتعليل. {يَكُونَ}: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام كي. {الرَّسُولُ} اسمها. {شَهِيدًا}: خبرها. {عَلَيْكُمْ} متعلق بـ {شَهِيدًا}. وجملة {يكون} صلة أن المضمرة، أن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور باللام، تقديره: لكون الرسول شهيدًا. {عَلَيْكُمْ}: الجار والمجرور متعلق بـ {سَمَّاكُمُ}. وفي "الفتوحات" واللام فيه للعاقبة؛ لأن التعليل، غير ظاهر هنا كما قيل. والظاهر أنه لا مانع منه، فإن تسمية الله، أو إبراهيم لهم به حكم بإسلامهم وعدالتهم، وهو سبب لقبول شهادة الرسول، الداخل فيهم دخولًا أوليًا، وقبول شهادتهم على الأمم اهـ. "شهاب" {وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ} فعل ناقص واسمه وخبره معطوف على {لِيَكُونَ الرَّسُولُ}. {عَلَى النَّاسِ}: متعلق بـ {شُهَدَاءَ}. {فَأَقِيمُوا}: الفاء: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفتم أن الله سماكم المسلمين، وأردتم بيان ما هو اللازم لكم .. فأقول لكم أقيموا الصلاة. {أَقِيمُوا}: فعل وفاعل. {الصَّلَاةَ}: مفعول به. والجملة في محل النصب مقول لجواب إذ المقدرة. وجملة إذا المقدرة مستأنفة. {وَآتُوا الزَّكَاةَ}: فعل وفاعل ومفعول معطوف على {أَقِيمُوا}. {وَاعْتَصِمُوا}: فعل وفاعل معطوف على {أَقِيمُوا} أيضًا. {بِاللَّهِ}: متعلق بـ {اعْتَصِمُوا}. {هُوَ مَوْلَاكُمْ}: مبتدأ وخبر، والجملة مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها. {فَنِعْمَ الْمَوْلَى}: الفاء استئنافية. {نِعْمَ} فعل ماض لإنشاء المدح. {الْمَوْلَى}: فاعل.

الصفحة 442