كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 18)
والمخصوص بالمدح محذوف، تقديره: هو، أي: المولي. والجملة مستأنفة. {وَنِعْمَ النَّصِيرُ}: فعل وفاعل معطوف على {نِعْمَ الْمَوْلَى}. والمخصوص بالمدح محذوف، تقديره هو.
التصريف ومفردات اللغة
{وَمَنْ عَاقَبَ} والعقاب: مأخوذ من التعاقب، وهو مجيء الشيء بعد غيره، وحينئذٍ فتسمية ما عوقب به عقابًا، من باب المشاكلة كما سبق {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ} يقال: بغى عليه بغيًا إذا علا وظلم.
قال الراغب: البغي طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى تجاوزه، أو لم يتجاوزه، فتارة يعتبر في القدرة التي هي الكمية، وتارة يعتبر في الوصف, الذي هو الكيفية، يقال: بغيت الشيء إذا طلبت أكثر ما يجب. {مُخْضَرَّةً} قال الراغب: الخضرة أحد الألوان بين البياض والسواد، وهو إلى السواد أقرب، ولهذا يسمى الأسود أخضر، والأخضر أسود. وقيل: سواد العراق للموضع الذي تكثر فيه الخضرة. {وَالْفُلْكَ}: يطلق على الواحد والجمع بهذه الصيغة، فالواحدة يقال، لها: ذلك، فتكون حركته حينئذٍ كحركة قفل، والجمع يقال له: ذلك فتكون حركته حينئذٍ كحركة بدن. اهـ شيخنا.
{مَنْسَكًا} بفتح السين وكسرها؛ أي: شريعة ومنهاجًا؛ لأنه مأخوذ من النسيكة، وهي العبادة، وقد تقدم الكلام على هذه المادة مستوفى. {فَلَا يُنَازِعُنَّكَ} يقال: نزع الشيء إذا جذبه من مقره كنزع القوس عن كبده، والمنازعة المخاصمة.
{وَإِنْ جَادَلُوكَ}؛ أي: خاصموك بعد ظهور الحق، وأصله من جدلت الحبل؛ أي: حكمت قتله، فكان المجادلين يفتل كل واحد منهما الآخر عن رأيه. {الْمُنْكَرَ} بوزن اسم المفعول مصدر ميمي، بمعنى الإنكار وهو على حذف مضاف؛ أي: أثر الإنكار من العبوس {يَسْطُونَ}؛ أي: يبطشون. يقال: سطا عليه إذا بطش به، والسطو: الوثب والبطش، ولذلك عدى بالباء، وإلا فهو يتعدى بعلى، يقال: سطا عليه، وأصله القهر والغلبة. وقيل: هو إظهار ما يهول
الصفحة 443
453