كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 21)

فمنها: الترديد بين قتله وإحراقه في قوله: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ} فقد يكون ذلك من قائلين ناس أشاروا بالقتل، وناس أشاروا بالإحراق، وفي سورة الأنبياء {حَرِّقُوهُ} اقتصروا على أحد الأمرين، وهو الذي فعلوه، فرموه في النار ولم يقتلوه، اهـ من "النهر". وعبارة الرازي: {إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ}؛ أي: قال رؤساء القوم لأتباعهم؛ لأن الجواب لا يصدر إلا من الأكابر، والقتل لا يباشره إلا الإتباع اهـ.
ومنها: أسلوب الإيجاز في قوله: {أَوْ حَرِّقُوهُ} أي: حرقوه في النار، وفي قوله: {فَأَنْجَاهُ اللَّهُ}؛ أي: فقذفوه في النار، فأنجاه الله من النار.
ومنها: التأكيد بعدة مؤكدات، والإطناب بتكرار الفعل، تهجينًا لعملهم القبيح، وتوبيخًا لهم، في قوله: {إنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} الآية.
ومنها: الاستفهام الإنكاري التوبيخي في قوله: {إِئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ}.
ومنها: الاستهزاء والسخرية في قوله: {ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}؛ أي: إن كنت صادقًا فائتنا به.
ومنها: فن الإشارة في قوله: {إِنَّ فِيهَا لُوطًا}؛ لأنه ليس المراد إخبارهم يكون لوط في القرية، وإنما هو جدال في شأنه؛ لأنهم ذكروا أن أهلها سيهلكون بسبب إمعانهم في الظلم، فاعترض عليهم، بأن فيها من هو بريء الساحة من الذنب، لم يجترح ذنبًا، ولم يقترف إثمًا، ولم يشارك قومه فيما هم ممعنون فيه من غي وارتكاس، وفي هذا كله أيضًا، إشارة إلى أن من واجب الإنسان المؤمن أن يتحزن لأخيه، وأن يسارع إلى رد الحيف عنه، ويتشمر للدفع عنه، وهذا من بليغ الإشارة وخفيِّها.
ومنها: التنكير لإفادة التهويل في قوله: {رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ}؛ أي: رجزًا عظيمًا هائلًا.
ومنها: تقديم المفعول على عامله للعناية والاهتمام في قوله: {فَكُلًّا أَخَذْنَا

الصفحة 441