كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 22)

أرفعه، إن أمسكت نفسي .. فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها". ويقول عندما يقوم من نومه: "الحمد لله الذي أحيانًا بعدما أماتنا، ورد إلينا أرواحنا، وإليه البعث والنشور".
الإعراب
{الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)}.
{الم (1)}: خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هذا الم، إن قلنا: إنه علم للسورة، والجملة مستأنفة، وتقدم البسط في إعرابها مرارًا، فراجعه، {غُلِبَتِ الرُّومُ (2)}: فعل ونائب فاعل، والجملة مستأنفة، {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق {غُلِبَتِ}. {وَهُمْ} {الواو}: عاطفة. {هم}: مبتدأ، {مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {سَيَغْلِبُونَ}، و {غَلَبِهِمْ}: مصدر مضاف إلى مفعوله؛ أي: من بعد مغلوبيتهم، وجملة {سَيَغْلِبُونَ}: خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: معطوفة على الجملة الفعلية، {فِي بِضْعِ سِنِينَ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {سَيَغْلِبُونَ}. {لِلَّهِ}: جار ومجرور خبر مقدم. {الْأَمْرُ}: مبتدأ مؤخر، والجملة: مستأنفة، كأنه جواب لسؤال مقدر، وهو أي فائدة في ذكر قوله: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ} لأن قوله: {سَيَغْلِبُونَ} لا يكون إلا بعد الغلبة؟ فأجيب بأن فائدته إظهار تمام القدرة، وبيان أن ذلك بأمر الله تعالى وحده. {مِنْ قَبْلُ}: دار ومجروبى حال من الضمير المستكن في متعلق الخبر، {وَمِنْ بَعْدُ} معطوف على {مِنْ قَبْلُ}. وهما ظرفان، بنيا على الضم، لقطعهما عن الإضافة لفظًا، لا معنًى، ثم جرًا بمن، وبقيا على ضمهما؛ أي: من قبل غلب الروم ومن بعده، {وَيَوْمَئِذٍ} {الواو}: استئنافية. {وَيَوْمَئِذٍ}: ظرف مضاف إلى مثله متعلق بـ {يَفْرَحُ}. {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}: فعل وفاعل، والجملة: مستأنفة.
{بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ

الصفحة 108