كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 22)

{لَآيَاتٍ}: اسمها مؤخر، {لِقَوْمٍ} صفة {لَآيَاتٍ}، وجملة {يَسْمَعُونَ} صفة {لِقَوْمٍ}، وجملة {إِنَّ} مستأنفة.
التصريف ومفردات اللغة
{غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} الغلبة: القهر، كما في "المفردات"، والاستعلاء على القرن بما يبطل مقاومته في الحرب، كما في "كشف الأسرار"، والروم: تارة يطلق على الصنف المعروف، وتارة تطلق على جمع رومي، كفارسي وفرس، وهم بنو روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام - والروم الأول: منهم بنو روم بن يونان بن يافث بن نوح - عليه السلام -، والفرس: بنو فارس بن سام بن نوح - عليه السلام - كما مر.
{فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} وأدنى: ألفه منقلبة عن واو؛ لأنه من دنا يدنو، وهو يتصرف على وجوه: فتارةً يعبر عن الأقل والأصغر، فيقابل بالأكثر والأكبر، وتارةً عن الأحقر والأذل، فيقابل بالأعلى والأفضل، وتارةً عن الأول، فيقابل بالآخر، وتارةً عن الأقرب، فيقابل بالأبعد، وهو المراد في هذا المقام؛ أي: أقرب أرض العرب من الروم، إذ هي الأرض المعهودة عندهم، وهي أطراف الشام، أو في أقرب أرض الروم من العرب، على أن اللام عوض عن المضاف إليه، وهي أرض جزيرة ما بين دجلة والفرات، انتهى من "الروح".
وليس المراد بها جزيرة العرب، وروى عن الأصمعي: أن حد جزيرة العرب، من أقصى عدن إلى ريف العراق، طولًا، ومن جدة وما والاها، إلى أطراف الشام عرضًا، وسبب تسميتها جزيرةً إحاطة البحار والأنهار العظيمة بها، كبحر الحبشة، وبحر فارس، ودجلة، والفرات اهـ. "زاده"، وقال ابن جزي في "تفسيره": الجزيرة هنا: بين الشام والعراق، وهي أول الروم إلى فارس، وفي "الخازن" في أدنى الأرض، يعني: أقرب أرض الشام إلى فارس، وقيل: هي أذرعات، وقيل: الأردن، وقيل: الجزيرة اهـ.
{فِي بِضْعِ سِنِينَ} وفي "القاموس" البضع ما بين الثلاث إلى التسع، وفي

الصفحة 116