كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 22)

والإمساء: الدخول في المساء، كما أن الإصباح: الدخول في الصباح، والمساء والصباح: ضدان، قال بعضهم: أول اليوم: الفجر، ثم الصباح، ثم الغداة، ثم البكرة، ثم الضحى، ثم الضحوة، ثم الهجير، ثم الظهر، ثم الرواح، ثم المساء، ثم العصر، ثم الأصيل، ثم العشاء الأولى، ثم العشاء الأخيرة عند مغيب الشفق.
{وَعَشِيًّا}: من عشى العين: إذا نقص نورها، ومنه الأعشى.
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ} والخلق: عبارة عن تركيب الأجزاء، وتسوية الأجسام.
{مِنْ تُرَابٍ} والتراب: جماد لا حس فيه، ولا حركة.
{بَشَرٌ} قال في "المفردات": البشرة ظاهر الجلد، وعبر عن الإنسان بالبشر، اعتبارًا بظهور جلده من الشعر، بخلاف الحيوانات التي عليها الصوف، أو الشعر، أو الوبر، واستوى في لفظ البشر الواحد والجمع، وخص في القرآن كل موضع اعتبر من الإنسان جثته، وظاهره بلفظ البشر.
{تَنْتَشِرُونَ} قال الراغب: انتشار الناس تصرفهم في الحاجات اهـ.
{أَزْوَاجًا} والأزواج: جمع زوج وهو: الفرد المزاوج لصاحبه، وكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى، وزوجةً لغةً رديئةً، وجمعها زوجات، كما في "المفردات".
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الجناس المماثل في قوله: {غُلِبَتِ}، {سَيَغْلِبُونَ}.
ومنها: الطباق بين {قَبْلُ} و {بَعْدُ}.
ومنها: الإبهام في قوله: {فِي بِضْعِ سِنِينَ} للتفخيم، ولإدخال الرعب في

الصفحة 120