كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 22)

قلوب المشركين في كل وقت، وللتعجيز لهم بإبقائهم في ربقة الجهل.
ومنها: طباق السلب في قوله: {لَا يَعْلَمُونَ}، {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
ومنها: تنكير {ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ} للتحقير والتخسيس؛ أي: يعلمون ظاهرًا حقيرًا خسيسًا من الدنيا، وفائدته: تقليل معلومهم، وتقليله يقربه من النفي، حتى يطابق المبدل منه، وهو وقوله: {لَا يَعْلَمُونَ}، وهذا ما يرجح البدلية.
ومنها: صيغة المبالغة في قوله: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}؛ أي: المبالغ في العزة والمبالغ في الرحمة.
ومنها: التعطف في قوله: {وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} والتعطف: إعادة اللفظة بعينها في الجملة من الكلام، أو البيت من الشعر، فقد وردهم للمبالغة في تأكيد غفلتهم عن الآخرة، حتى كأنهم معدن للغفلة، وفيه إفادة الحصر بتكرير الضمير، وفيه الإيتان بالجملة الاسمية، للدلالة على استمرار غفلتهم ودوامها.
ومنها: الاستفهام الإنكاري التوبيخي في قوله: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا} الآية.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {أَسَاءُوا السُّوأَى}.
ومنها: إيراد الاستهزاء في قوله: {وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} بصيغة المضارع، للدلالة على استمراره وتجدده.
ومنها: الطباق في قوله: {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} وفي قوله: {تُمْسُونَ} و {تُصْبِحُونَ}.
ومنها: الالتفات في قوله: {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} للمبالغة في الترهيب.
ومنها: الإتيان بلفظ ماضي المعنى في قوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ} وماضي اللفظ والمعنى في قوله: {وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ} إشارةً إلى تحققه في علم الله تعالى.

الصفحة 121