كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 22)

{يَكْفُرُوا}: صلة أن المضمرة، أن مع صلتها: في تأويل مصدر مجرور بـ {اللام}، تقديره: إذا هم يشركون لقصد كفرهم بما آتيناهم، ولقصد تمتعهم وتوادهم بالاجتماع على عبادة الأصنام، الجار والمجرور: متعلق بـ {يُشْرِكُونَ}، ويحتمل كون اللامين لام الأمر، كما مر، {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}: {الفاء}: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفت تعنتاتهم واضطراباتهم هذه، وأردت بيان عاقبة أمرهم، فأقول لك: سوف يعلمون ذلك، سوف: حرف تنفيس، وجملة {يَعْلَمُونَ}: في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة: مستأنفة.
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)}.
{أَوَلَمْ} {الهمزة}: للاستفهام الإنكاري، داخلة على محذوف، و {الواو}: عاطفة على ذلك المحذوف، تقديره: ألم يشاهد هؤلاء المشركون، ولم يروا {أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا}، والجملة المحذوفة: مستأنفة. {لَمْ يَرَوْا}: جازم وفعل وفاعل مجزوم معطوف على تلك المحذوفة. {أَنَّا}: ناصب واسمه. {جَعَلْنَا}: فعل وفاعل والمفعول الأول محذوف، تقديره: جعلنا بلدهم. {حَرَمًا}: مفعول ثان. {آمِنًا} صفة {حَرَمًا}، وجملة {جَعَلْنَا}: في محل الرفع خبر {أن}، وجملة {أن}: في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي رأى، تقديره: أولم يروا جَعْلنا بلدهم حرمًا آمنًا. {وَيُتَخَطَّفُ}: {الواو}: حالية. {يُتَخَطَّفُ النَّاسُ}: فعل مضارع مغير الصيغة ونائب فاعل. {مِنْ حَوْلِهِمْ}: حال من {النَّاسُ}، والجملة الفعلية، في محل النصب حال من ضمير المفعول الأول المحذوف، تقديره: أولم يروا أنا جعلنا بلدهم حرمًا آمنًا، والحال أن الناس يتخطفون من حول بلدهم؛ أي: جعلناهم آمنين قارين في بلدهم، والناس متخطفون من حولهم. {أَفَبِالْبَاطِلِ}: {الهمزة}: للاستفهام الإنكاري، داخلة على محذوف، و {الفاء}: عاطفة على ذلك المحذوف، {بِالْبَاطِلِ} متعلق بـ {يُؤْمِنُونَ}: معطوفة على تلك المحذوفة، والجملة المحذوفة: مستأنفة،

الصفحة 62