كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 23)
داخل في قوله: {وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ}، ومن حفظ فرجه عما لا يحل .. فهو داخل في قوله: {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ}، ومن صلى الصلوات الخمس بحقوقها .. فهو داخل في قوله: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}.
وخبر {إِنَّ} في الجميع هو قوله: {أَعَدَّ اللَّهُ}؛ أي: هيأ الله سبحانه في الآخرة {لَهُمْ} لهؤلاء المذكورين بسبب ما عملوا من الطاعات العشر المذكورة، وجمعوا بينها. والعطف (¬1) بالواو بين الذكور والإناث، كالمسلمين والمسلمات، كالعطف بين الضدين؛ لاختلاف الجنسين، وأما عطف الزوجين على الزوجين، كعطف المؤمنين والمؤمنات على المسلمين والمسلمات، فمن عطف الصفة على الصفة بحرف الجمع؛ أي: عطفهما لتغاير الوصفين. {مَغْفِرَةً} لما اقترفوا من الصغائر؛ لأنهن مكفرات بما عملوا من الأعمال الصالحة. وفي "التأويلات": هي نور من أنوار جماله، جعل مغفر الرأس روحهم، يعصمهم مما يقطعهم عن الله. {وَأَجْرًا عَظِيمًا}؛ أي: ثوابًا جزيلًا على طاعاتهم التي فعلوها من: الإِسلام والإيمان والقنوت والصدق والصبر والخشوع والتصدق والصوم والعفاف والذكر، وهو الجنة. وقيل: سهولة العبادة، ودوام المعرفة اليوم، وتحقيق المسؤول، ونيل ما فوق المأمول غدًا.
ووصف الأجر بالعظم (¬2): للدلالة على أنه بالغ غاية المبالغ، ولا شيء أعظم من أجرٍ هو الجنة ونعيمها الدائم الذي لا ينقطع ولا ينفد. اللهم اغفر ذنوبنا، وأعظم أجورنا.
والحاصل: أن الله سبحانه ذكر الأوصاف (¬3) التي يستحق بها عباده أن يمحو عنهم زلاتهم، ويثيبهم بالنعيم المقيم عنده، وهي عشرة:
1 - إسلام الظاهر بالانقياد لأحكام الدين في القول والعمل.
2 - إسلام الباطن بالتصديق التام، والإذعان لما فرض الدين من الأحكام، وهذا هو الإيمان.
¬__________
(¬1) روح البيان.
(¬2) الشوكاني.
(¬3) المراغي.