كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 26)

والكمة بالكسر فيهما، والجمع أكمّة وأكمام وكمام، ويؤخذ من "الأساس"، وغيرها من المعاجم الكبرى، الكم بضم الكاف مدخل اليد ومخرجها من الثوب، جمعه أكمام، وكممة بكسر الكاف، والكمة بضم الكاف، القلنسوة المدورة، وكل ظرف غطيت به شيئًا، وألبسته إياه فصار له، كالغلاف، والكم بكسر الكاف، الغلاف الذي يحيط بالزهر، أو الثمر، أو الطلع فيستره، ثم ينشق عنه جمعه أكمة، وأكمام وكمام وأكاميم، ومن ذلك أكمام الزرع؛ أي: غلفها التي يخرج منها، وأكمة الخيل مخاليها المعلقة على رؤوسها، الواحد منها كمام، والكمامة بكسر الكاف غطاء الزهر، ووعاء الطلع. والكمامة أيضًا بالكسر، والكمام ما يكم به فم الحيوان، لئلا يعضّ، أو يأكل إلى آخر هذه المادة المطولة.
{مِنْ مَحِيصٍ}؛ أي: مهرب، اسم مكان، من حاص كمبيع من باع، وأصله: محيص بكسر الياء، بوزن مفعل بكسر العين، نقلت حركة الياء إلى الحاء، فسكنت فصارت حرف مد، من حاص يحيى حيصًا ومحيصًا إذا هرب، وفي "المفردات": أصله من قولهم: وقع في حيص بيص؛ أي: في شدة، وحاص عن الحق، يحيص إذا حاد عنه إلى شدة ومكروه. وفي "القاموس": حاص عنه إذا عدل، وحاد، والمحيص المحيد والمعدل والمميل والمهرب.
{فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ} وفي "المختار": اليأس القنوط، وقد يئس من الشيء من باب فهم، وفيه لغة أخرى، يئس ييئس بالكسر فيهما، وهي شاذة. ورجل يؤس وييئس، أيضًا، وبمعنى علم في لغة النخع، ومنه قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} وآيسه من كذا، فاستيأس منه، بمعنى أيس اهـ. وفيه أيضًا أيس منه، لغة في يئس، وبابهما فهم، وآيسه منه غيره بالمد، مثل أيأسه، وكذا أيسه بتشديد الياء تأييسًا اهـ، وفيه أيضًا لقنوط اليأس، وبابه جلس ودخل وطرب وسلم، فهو قنط وقنوط وقانط، فأما قنط يقنط بالفتح فيهما، وقنط يقنط بالكسر، فإنما هو على الجمع بين اللغتين اهـ، والفرق بين اليأس والقنوط، أن اليأس انقطاع الرجاء القلبي من حصول الخير، والقنوط ظهور أثر ذلك على البدن، من المذلة والانكسار والحزن.

الصفحة 29