كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 26)

الَّذِينَ}: فعل وفاعل، والجملة الفعلية مستأنفة، مسوقة لبيان تغاير حالي المسيئين والمحسنين، {اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} فعل وفاعل ومفعول به، والجملة صلة الموصول {أَن} حرف نصب ومصدر. {نَجْعَلَهُمْ}: فعل مضارع وفاعل مستتر، ومفعول أول. {كَالَّذِينَ}: في موضع المفعول الثاني، وجملة {جعل} مع أن المصدرية في تأويل مصدر، ساد مسد مفعولي حسب، وجملة {آمَنُوا} صلة الموصول. {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} معطوف على {آمَنُوا}، {سَوَاءً} بالنصب حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور في قوله: {كَالَّذِينَ آمَنُوا}، {مَحْيَاهُمْ} فاعل بـ {سَوَاءً}، {وَمَمَاتُهُمْ} معطوف عليه، والمعنى: أم حسب الذين اجترحوا السيئات، أن نجعلهم مثل الذين آمنوا وعملوا الصالحات، حال كونهم مستوين وإياهم في حياتهم ومماتهم؛ أي: مماثلين إياهم في الحالين، والاستفهام بمعنى: الإنكار والنفي، وبالرفع: {سَوَاءٌ} خبر مقدم، و {مَحْيَاهُمْ} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل النصب، حال من الضمير المستتر في الجار والمجرور؛ أي: أم حسب الكفار أن نجعلهم مثل المؤمنين، حال كونهم مستوين في حياتهم ومماتهم، ليسوا كذلك، بل هم مفترقون أي افتراق في الحالين، وتكون هذه الحال مبينة لما انبهم في المثلية، الدال عليها الكاف التي هي في موضع المفعول الثاني. {سَاءَ} فعل ماض لإنشاء الذم. {مَا} مصدرية، وجملة {يَحْكُمُونَ}: مع {مَا} المصدرية في تأويل مصدر مرفوع على الفاعلية لـ {سَاءَ} تقديره: ساء حكمهم هذا، أو {مَا} نكرة موصوفة في محل النصب على التمييز، وفاعل {سَاءَ} مستتر تقديره: هو، وجملة {يَحْكُمُونَ} صفة لـ {ما}، والتقدير: ساء هو شيئًا حكموه، والمخصوص بالذم حكمهم هذا.
{وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22)}.
{وَخَلَقَ} {الواو}: استئنافية. {خلق الله السماوات} فعل وفاعل ومفعول به، {وَالْأَرْضَ}: معطوف على السموات، {بِالْحَقِّ}: إما حال من الفاعل، أو من المفعول، أو صفة لمصدر محذوف، والجملة الفعلية مستأنفة استئنافًا بيانيًا، مسوقًا لبيان دليل نفي الاستواء بين الفريقين. {وَلِتُجْزَى}: {الواو}: عاطفة ما

الصفحة 477