كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 26)
بعدها على تعليل محذوف، تقديره: وخلق الله السموات والأرض بالحق، ليدل على قدرته، ولتجزى كل نفس، واللام: حرف جر وتعليل، {تجزى}: فعل مضارع مغير الصيغة، منصوب بأن مضمرة جوازًا بعد لام كي. {كُلُّ نَفْسٍ} نائب فاعل. {بِما}: جار ومجرور متعلق بـ {تجزى}، والجملة الفعلية مع أن المضمرة في تأويل مصدر مجرور باللام، والتقدير: ولجزاء كل نفس بما كسبت، الجار والمجرور: معطوف على الجار والمجرور في قوله: ليدل، على كونه متعلقًا بـ {خلق} وجملة {كَسَبَتْ} صلة لما المصدرية أو الموصولة، والعائد محذوف تقديره: بما كسبته. {وَهُمْ} {الواو} حالية، {هم} مبتدأ، وجملة {لَا يُظْلَمُونَ} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب حال من نائب فاعل {تُجْزَى}؛ لأنه بمعنى؛ ليجزى كل الخلائق بما كسبوا وهم لا يظلمون.
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)}.
{أَفَرَأَيْتَ}: الهمزة للاستفهام التعجيبي داخلة على محذوف، والفاء: عاطفة على ذلك المحذوف والتقدير: أنظرت يا محمد إلى حال أسير الهوى، فرأيت من اتخذ إلهه هواه، كما مر في مبحث التفسير، والجملة المحذوفة جملة إنشائية، لا محل لها من الإعراب. {رأيت}: فعل وفاعل، و {مَنِ} مفعول {رأيت} الأول، والثاني محذوف، تقديره: مهتديًا، {اتَّخَذَ} فعل ماض، وفاعل مستتر صلة {مَنِ} الموصولة، {إِلَهَهُ}: مفعول أول لـ {اتَّخَذَ}، {هَوَاهُ}: مفعوله الثاني، أو بالعكس، {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ} فعل ومفعول وفاعل، معطوف على {اتَّخَذَ}، {عَلَى عِلْمٍ}: حال من المفعول، وهو أولى من جعله حالًا من الفاعل، والمعنى: أصله الله وهو عالم بالحق؛ لأن المبالغة فيه أشد، والتشنيع به أكثر. {وَخَتَمَ} فعل، وفاعل مستتر يعود على الله، معطوف على أضل، {عَلَى سَمْعِهِ} متعلق بـ {خَتَمَ}، {وَقَلْبِهِ} معطوف على {سَمْعِهِ}، {وَجَعَلَ} فعل وفاعل مستتر معطوف على {ختم}، {عَلَى بَصَرِهِ} في موضع المفعول الثاني لـ {جعل}، {غِشَاوَةً} مفعول أول لـ {جعل}، {فَمَنْ} الفاء: عاطفة. {مَنْ}: اسم استفهام للاستفهام الإنكاري في محل الرفع مبتدأ، وجملة {يَهْدِيهِ} خبره، {مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} جار
الصفحة 478
496