كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 27)

وفي "المفردات"؛ أي: الذي لم يوسَّع عليه في الرزق، كما وسع على غيره، بل منع من جهة الخير. انتهى.
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} والضيف للواحد والجماعة؛ لأنه في الأصل مصدر كالزور والصوم، وفي "القاموس": والضيف للواحد والجميع، وقد يجمع على أضياف وضيوف وضيفان، وهي ضيف وضيفة، أما الضيفن: فهو من يجيء مع الضيف متطفلًا، وفي "الأساس": ضاف إليه مال إليه، وضاف عنه مال عنه، وضاف السهم عن الهدف، وضافت الشمس، وضيَّفت وتضيَّفت: مالت إلى الغروب.
{فَرَاغَ} رغ ذهب في خفية، وهذا من أدب المضيف ليبادر ضيفه بقراه، وفي "المصباح": وراغ الثغلب روغًا من باب قال، وروغانًا: ذهب يمنةً ويسرةً في سرعة وخديعةٍ، فهو لا يستقر في جهة، وراغ فلان إلى كذا: مال إليه سرًّا، وفيه إعلال بالقلب، أصله: روغ قلبت الواو ألفًا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.
{بِعِجْلٍ} والعجل: ولد البقرة، سمّي بذلك لتصور عجلته التي تعدم منه إذا صار ثورًا أو بقرةً. {سَمِينٍ} والسمين: ضد الهزيل.
{فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} الوجس: الصوت الخفيّ كالإيجاس، وذلك في النفس، أي: أضمر في نفسه خيفة؛ أي: خوفًا منهم.
{لَا تَخَفْ} أصله: لا تخوف بوزن تفعل، مضارع خوف بكسر العين من باب فعل المكسور، نقلت حركة الواو إلى الخاء فسكنت، لكنّها قلبت ألفًا لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها في الحال، ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع الفاء آخر الفعل المسكّن؛ لدخول الجازم عليه.
{بِغُلَامٍ} والغلام: الطار. الشارب، والكهل: ضده، أو من حين يولد إلى أن يشب كما في "القاموس".
{فِي صَرَّةٍ} والصرة بفتح الصاد: الصيحة الشديدة، يقال: صر يصر صريرًا: إذا صوت، ومنه: صرير الباب، وصرير القلم، وقيل: الصرّة: الجماعة من

الصفحة 534