كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 27)

الماء الكثير الساتر لمقرّه، فاستعير للجهالة التي تغمر صاحبها.
ومنها: المجاز بالحذف في قوله: {أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ}؛ لأنّ أصله: متى مجيء يوم الجزاء، فحذف المضاف الذي هو المصدر وأقيم المضاف إليه الذي هو الظرف، والاستفهام فيه للاستعجال استهزاءً لا للاستعلام.
ومنها: الاستعارة المكنيّة في قوله: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} شبّه العذاب بطعام يؤكل، ثم حذف المشبه به، واستعير له شيء من لوازمه، وهو الذوق.
ومنها: التنكير في قوله: {فِي جَنَّاتٍ}؛ لإفادة التعظيم أو التكثير.
ومنها: زيادة {مَا} في قوله: {قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}؛ لتأكيد معنى التقليل، فإنها تكون لإفادة التقليل.
ومنها: بناء الفعل على الضمير المفيد للتخصيص، في قوله: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)} إشعارًا بأنهم الأحقاء بأن يوصفوا بالاستغفار، كأنهم المختصون به لاستدامتهم له، وإطنابهم فيه، وفي "بحر العلوم": وتقديم الظرف فيه للاهتمام به، ولرعاية الفاصلة.
ومنها: تأكيد الخبر بالقسم وإن واللام في قوله: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ} لكون المخاطب منكرًا، ويسمّى هذا الضرب إنكاريًا.
ومنها: ذكر لفظ الربّ في القسم دون غيره، لكون السياق في بيان التربية بالرزق.
ومنها: التشبيه في قوله: {مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}؛ لأنّه شبه تحقق ما أخبر به عنه بتحقق نطق الآدميّ، ومعناه: إنّه لحق كما أنت تتكلم.
ومنها: الاستفهام التقريري في قوله: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24)}؛ أي: ألم يأتك حديث ... إلخ. فالاستفهام فيه تقريريّ لتفخيم الحديث، ولتجتمع نفس المخاطب، كما تبدأ المرء إذا أردت أن تحدثه بعجيب، فتقرره هل سمع ذلك أم لا، فكأنك تقتضي أن يقول: لا، ويطلب منك الحديث.

الصفحة 536