كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 29)

رأس شجر، والحمل - بالكسر -: ما كان على ظهر أو رأس. اهـ. والمراد به هنا الحَبَل؛ أي: الثقل المحمول في البطن، وهو الولد في البطن. والمعنى: والحبالى منهن. {أَنْ يَضَعْنَ} مضارع وضع، وقياس مضارعه: يوضع، لكنهم حذفوا فالله التي هي الواو حملًا له على المثالي المكسور العين. {مِنْ وُجْدِكُمْ} بضم الواو باتفاق القراء. والوجد: القدرة والغنى، يقال: افتقر فلان بعد وجده؛ أي: غناه. وفي "المختار": وجد في المال وجدًا، بضم الواو وفتحها وكسرها، وجدة أيضًا بالكسر؛ أي: استغنى. {وَلَا تُضَارُّوهُنَّ} أصله: تضاررونهن، حذفت نون الرفع لدخول الجازم، وهو {لا} الناهية، ثم أدغمت الراء الأولى في الثانية.
{فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ} الرضاع لغة: شرب اللبن من الضرع أو الثدي، وشرعًا: وصول لبن آدمية مخصوصة جوف طفل مخصوص على وجه مخصوص. {فَآتُوهُنَّ} أصله: فائتيوهن، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فلما سكنت الياء حذفت لالتقاء الساكنين، وضمت التاء لمناسبة واو الجماعة، وأبدلت الهمزة الثانية ألفًا، وحذفت نون الرفع. {وَأْتَمِرُوا} الأصل: ائتمروا، بهمزة وصل قبل الهمزة فاء الفعل من ائتمر الخماسي، فلما دخلت الواو استغني بها عن همزة الوصل للتمكن من النطق عند وجودها. وقرىء: {وَأْتَمِرُوا} بإبدال الهمزة ألفًا حرف مدّ للواو، فالائتمار بمعنى التآمر، كاشتوار بمعنى التشاور، يقال: ائتمر القوم وتآمروا، إذا أمر بعضهم بعضًا. يعني: الافتعال قد يكون بمعنى التفاعل، وهذا منه.
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ} قوله: {سَعَةٍ} فيه إعلال بالحذف، أصله: وسعة، حذفت الفاء من المصدر حملًا له على المضارع، فوزنه (عَلَةْ) ظهرت الفتحة على السين عين الكلمة؛ لأن الفعل من باب فعل بكسر العين، يفعل بفتحها، والتاء عوض عن الواو المحذوفة. {مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} أصله: أءتيه، بوزن أفعل، أبدلت الهمزة الساكنة ألفًا حرف مد للأولى، ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، وكذلك القول في قوله: {آتَاهُ}. {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ}. و {وَكَأَيِّنْ} كـ (كم) الخبرية في كونها للتكثير. والقرية: اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس. والمعنى: وكثير من أهل قرية. {عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا} قال في "المفردات": العتو: النبو عن الطاعة. وفي "القاموس": عتا يعتو عتوًا، وعتيًا وعتيًّا: استكبر وجاوز الحد، فهو عاتٍ وعتيٌّ. انتهى. وأصل عتا: عتو، بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت لما اتصلت

الصفحة 447