كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 29)

عدتهم؛ لأنه لا يؤمر بالإمساك بعد انقضاء العدة.
ومنها: الطباق في قوله: {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ}. وكذلك في قوله: {بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}.
ومنها: الإيجاز بالحذت في قوله: {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} حذف منه الخبر؛ أي: فعدتهن ثلاثة أشهر أيضًا.
ومنها: التنوين في قوله: {وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} للتعظيم؛ أي: أجرًا عظيمًا، وللتعميم المنبىء عن التتميم؛ أي: أيّ أجر كان.
ومنها: تكرار الأمر بالتقوى ثلاث مرات اهتمامًا بشان التقوى في أحكام الطلاق.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا} يراد بها أهل القرية، فهو من باب إطلاق المحل وإرادة الحال، علاقته المحلية.
ومنها: إيراد صفة الرب في قوله: {عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا} توبيخًا لهم وتجهيلًا لما أن عصيان العبيد لربهم ومولاهم طغيان وجهل بشأن سيدهم، ومالكهم، وبمرتبة أنفسهم ودوام احتياجهم إليه في التربية.
ومنها: تكرار الوعيد للتفظيع والترهيب في قوله: {فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا} {فَذَاقَتْ وَبَالَ}.
ومنها: في قوله: {لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}. استعارتان تصريحيتان. استعار الظلمات للضلال والكفر، واستعار النور للهدى والإيمان. حيث شبه الكفر بالظلمات ثم حذف المشبه وأبقى المشبه به، وشبه الإيمان بالنور وحذف المشبه وأبقى المشبه به أيضًا.
ومنها: الالتفات في قوله: {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا} من الغيبة إلى الخطاب، وكان مقتضى السياق: قد أنزل الله إليهم ذكرًا، وكذا في قوله: {يَتْلُو عَلَيْكُمْ}.
ومنها: التأكيد في قوله: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}. أكد الخلود فيها بقوله: {أَبَدًا} لئلا يتوهم أن المراد به: المكث الطويل المنقطع آخرًا.
ومنها: التعجب في قوله: {قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا}؛ لأن فيه معنى التعجب

الصفحة 449