كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 29)

سورة التحريم
سورة التحريم مدنية، قال القرطبي في قول الجميع: نزلت بعد الحجرات، وتسمى (¬1) سورة النبي.
وأخرج ابن الضريس، والنحاس، وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة التحريم بالمدينة، ولفظ ابن مردويه: سورة المحرم. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال: أنزلت بالمدينة سورة النساء: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ}.
وآيها (¬2): اثنتا عشرة آية، وكلماتها: مئتان وسبع وأربعون كلمة، وحروفها: ألف وستون حرفًا.
ومناسبتا لما قبلها (¬3):

1 - أن سورة الطلاق في حسن معاشرة النساء والقيام بحقوقهن، وهذه السورة فيما حصل منهن مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ تعليمًا لأمته أن يحذروا أمر النساء وأن يعاملوهن بسياسة اللين، كما عاملهن النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك، وأن ينصحوهن نصحًا مؤثرًا.

2 - أن كلتيهما افتتحت بخطاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

3 - أن تلك في خصام نساء الأمة، وهذه في خصام نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد أفردن بالذكر تعظيمًا لمكانتهن.
وقال أبو حيان (¬4): والمناسبة بينها وبين السورة التي قبلها: أنه لما ذكر جملة من أحكام زوجات المؤمنين .. ذكر هنا ما جرى من زوجات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
الناسخ والمنسوخ فيها: وقال أبو عبد الله محمد بن حزم: سورة التحريم ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
¬__________
(¬1) الشوكاني.
(¬2) البيضاوي.
(¬3) المراغي.
(¬4) البحر المحيط.

الصفحة 452