كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 29)

تقديره: عسى ربه مبدلًا إياه أزواجًا خيرًا منكن، وجملة {عَسَى} مستأنفة. وفصل بين عسى وخبرها بالشرط اهتمامًا بالأمر وتخويفًا لهن. {مُسْلِمَاتٍ}: نعت ثان لـ {أَزْوَاجًا}، ويجوز نصبه على أنه حال من الضمير المستتر في {خَيْرًا}، ونصبه بعضهم على الاختصاص، {مُؤْمِنَاتٍ}: صفة ثالثة، {قَانِتَاتٍ}: رابعة، {تَائِبَاتٍ}: خامسة، {عَابِدَاتٍ}: سادسة، {سَائِحَاتٍ}: سابعة، {ثَيِّبَاتٍ}: ثامنة، {وَأَبْكَارًا}: معطوف على {ثَيِّبَاتٍ}. ووسطت الواو بين {ثَيِّبَاتٍ} {وَأَبْكَارًا} لتنافي الوصفين فيه دون سائر الصفات، وليست هي واو الثمانية، كما توهمه بعضهم.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)}.
{يَا أَيُّهَا}: {يا}: حرف نداء، {أيها}: منادى نكرة مقصودة، {الَّذِينَ}: صفة لـ {أي}، وجملة {آمَنُوا} صلة الموصول، {قُوا}: فعل أمر، من الوقاية، فوزنه: عوا، كما سيأتي، مبني على حذف النون، و {الواو}: فاعل، {أَنْفُسَكُمْ}: مفعول به أول، والجملة جواب النداء لا محل لها من الإعراب. {وَأَهْلِيكُمْ}: معطوف على {أَنْفُسَكُمْ}، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، {نَارًا}: مفعول ثان، {وَقُودُهَا}: مبتدأ، {النَّاسُ}: خبره، {وَالْحِجَارَةُ}: معطوف عليه، والجملة صفة لـ {نَارًا}، {عَلَيْهَا}: خبر مقدم، {مَلَائِكَةٌ}: مبتدأ مؤخر، والجملة صفة ثانية لـ {نَارًا}، {غِلَاظٌ}: صفة أولى لـ {مَلَائِكَةٌ}، و {شِدَادٌ}: صفة ثانية لـ {مَلَائِكَةٌ}، {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ}: فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة صفة ثالثة لـ {مَلَائِكَةٌ}، {مَاَ} مصدرية، {أَمَرَهُمْ}: فعل ماض، وفاعل مستتر، ومفعول به، والجملة صلة لـ {مَا} المصدرية، {مَا} مع صلتها في تأويل مصدر منصوب على أنه بدل اشتمال من الجلالة، كأنه قيل: لا يعصون أمره. وأجاز أبو حيان نصبه على نزع الخافض؛ أي: فيما أمرهم. {وَيَفْعَلُونَ}: فعل، وفاعل مرفوع بثبوت النون، {مَا}: اسم موصول في محل النصب مفعول به، وجملة {يفعلون} في محل الرفع صفة رابعة لـ {مَلَائِكَةٌ}، وجملة {يُؤْمَرُونَ} صلة لـ {ما} الموصولة، والعائد محذوف، تقديره: يؤمرون به.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7)}.

الصفحة 493