كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 29)

{غِلَاظٌ}: جمع غليظ، بمعنى خشن خال قلبه عن الشفقة والرحمة. {شِدَادٌ} جمع شديد، ككرام جمع كريم، وهو القوي الجسم. {لَا يَعْصُونَ} أصله: يعصيون، بوزن يفعلون، استثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان، فحذفت الياء وضمت الصاد لمناسبة الواو. {لَا تَعْتَذِرُوا} يقال: اعتذرت إلى فلان من جرمي، ويعدى بـ {من}. والمعتذر قد يكون محقًا وغير محق. قال الراغب: العذر: تحري الإنسان ما يمحو به ذنوبه. {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ} أصله: تجزيون، بوزن تفعلون، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح ثم حذفت لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة. {تَوْبَةً نَصُوحًا} والتوبة: أبلغ وجوه الاعتذار، بأن يقول: فعلت وأسات وقد أقلت، وفي الشرع: ترك الذنب لقبحه، والندم على ما فرط منه، والعزيمة على ترك المعاودة كما مر. {نَصُوحًا} والنصوح: فعول، من أبنية المبالغة، كقولهم: رجل صبور وشكور؛ أي: مبالغة في النصح، وصفت التوبة بذلك على الإسناد المجازي، والنصح: تحري فعل أو قول فيه صلاح صاحبه. {نُورُهُمْ يَسْعَى} والسعي: المشي القوي السريع. {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}: جمع يد، يراد بها قدام الشيء. {وَبِأَيْمَانِهِمْ} جمع يمين، مقابل الشمال. {كَانَتَا}: أصل كان: كون، بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، والتحق بها هنا تاء التأنيث الساكنة، ولكنها حركت بالفتح لالتقائها ساكنة مع ألف الاثنين وكان تحريكها؛ أي: التاء بالفتح ليناسب الألف، وكذلك القول في قوله: {فَخَانَتَاهُمَا} أصله: خون، قلبت الواو ألفًا، ثم لحقت الفعل تاء التأنيث الساكنة وحركت لمناسبة ألف الاثنين الساكنة، واختير لها الفتح لمناسبة الألف. {الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} الإحصان: العفاف، والفَرْجُ: ما بين الرِّجْلَين، وكنى به عن السوأة، وكثر حتى صار كالصريح فيه. {فَنَفَخْنَا فِيهِ} والنفخ: نفخ الريح في الشيء.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الطباق بين {حرم} و {أَحَلَّ} في قوله: {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ}.
ومنها: الاستفهام الإنكاري في {لِمَ}.

الصفحة 501