كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 29)

ومنها: الطباق بين {عَرَّفَ} و {أعرض} عرض، وبين {ثَيِّبَاتٍ} و {وَأَبْكَارًا}.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ}؛ لأن الإظهار: رفع الشيء على نحو السطح، فاستعير للاطلاع على الشيء.
ومنها: التفنن في قوله أولًا: {فَلَمَّا نَبَّأَتْ}، {فَلَمَّا نَبَّأَهَا}، ثم قوله ثانيًا: {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ}، ثم قوله ثالثًا: {قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}.
ومنها: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب في قوله: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} زيادة في اللوم والعتاب.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}؛ لأن جواب الشرط محذوف، تقديره: إن تتوبا فقد وجد منكما ما يوجب التوبة.
ومنها: جمع القلوب فيه، فرارًا من كراهة اجتماع تثنيتين فيما هو كالكلمة الواحدة لو قال: فقد صغى قلباكما، لكراهة العرب اجتماع ذلك.
ومنها: تغليب المخاطب على الغائبات أو تعميم الخطاب لكل الأزواج في قوله: {إِنْ طَلَّقَكُنَّ}، إذ التقدير: إن طلقكما وغيركما، أو كون كلهن مخاطبات لما عاتبهما بأنه قد صغت قلوبكما.
ومنها: توسيط العاطف بين {ثَيِّبَاتٍ} و {أَبْكَارًا} دون غيرهما، إشعارًا بتنافيهما وعدم اجتماعهما في ذات واحدة، كما مرّ.
ومنها: التعريض لغير عائشة بقوله: {ثَيِّبَاتٍ} ولها بقوله: {أبكارًا}.
ومنها: ذكر العام بعد الخاص في قوله: {وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ}. فقد خص جبريل بالذكر أولًا تشريفًا له، ثم ذكره ثانيًا مع العموم اعتناء بشان الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} حيث ذكر المسبب وأراد السبب؛ أي: لازموا على الطاعة لتقوا أنفسكم وأهليكم من عذاب الله تعالى.

الصفحة 502