كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 31)

وموءودة. وقال الزمخشري في "الكشاف": وأد يئد مقلوب من آد يؤود: إذا أثقل، قال الله تعالى: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا}؛ لأنه إثقال بالتراب.
{وَإِذَا الصُّحُفُ} والمراد بالصحف: صحف الأعمال الذي تنشر على العباد حين يقفون للحساب.
{وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11)}؛ أي: كشفت وأزيلت عما فوقها، كما يكشط جلد الذبيحة عنها. قال الراغب: هو من كشط الناقة؛ أي: تنحية الجلد عنها، والكشط: التقشير، يقال: كشطت جلد الشاة. سلخته عنها.
{سُعِّرَتْ}؛ أي: أوقدت إيقادًا شديدًا. {أُزْلِفَتْ}؛ أي: أدنيت من أهلها وقربت منهم.
{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15)} جمع: خانس، وهو المنقبض المستخفي، يقال: خنس فلان بين القوم إذا انقبض واختفى، والخنوس: الانقباض والاستخفاء، وبابه: دخل، وفي "الصحاح": الخنس: الكواكب كلها؛ لأنها تخنس في المغيب، ولأنها تخفى نهارًا.
{الْجَوَارِ} جمع: جارية؛ أي: سائرة، حذفت ياؤه في رسم المصحف تبعًا للفظ.
{الْكُنَّسِ} جمع كانس أو كانسة، من قولهم: كنس الظبي كنوسًا - من باب نزل - إذا دخل كناسه بكسر الكاف، وهو بيته الذي يتخذه من أغصان الشجر، وتكنس الظبي: تغيب واستمر في كناسه، وتكنس الرجل: دخل في الخيمة، وتكنست المرأة: دخلت في الهودج. والمراد {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)}: جميع الكواكب، وخنوسها: غيوبتها عن البصر نهارًا، وكنوسها: ظهورها للبصر ليلًا، فهي تظهر في أفلاكها، كما تظهر الظباء في كنسها.
{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17)}؛ أي: أقبل بظلامه أو أدبر. قال الفراء: عسعس الليل وعسعس: إذا لم يبق منه إلا القليل. وقال الخليل: عسعس الليل: أقبل وأدبر.
{وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)}؛ أي: أسفر، وظهر نوره. قال علقمة بن قرط:
حَتَّى إِذَا الصُّبْحُ لَهَا تَنَفَّسَا ... وَانْجَابَ عَنْهَا لَيْلُهَا وَعَسْعَسَا

الصفحة 184