كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 31)

وقال رؤبة:
يَا هِنْدُ مَا أسْرَعَ مَا تَسَعْسَعَا ... مِنْ بَعْدِ مَا كَانَ فَتَى سَرَعْرَعَا
والتنفس: خروج النسيم من الجوف، واستعير للصبح، ومعناه: امتداده حتى يصير نهارًا واضحًا. {رَسُولٍ كَرِيمٍ} فكريم صفة تقتضي نفي المذام كلها، وإثبات صفات المدح اللائقة به. {أَمِينٍ}؛ أي: مقبول القول يصدق فيما يقوله، مؤتمن على ما يرسل به من الوحي. اهـ من "البحر".
{مَكِينٍ}؛ أي: ذي مكانة وجاه عند ربه، يعطيه ما سأله، يقال: مكن فلان لدى فلان إذا كانت له عنده حظوة ومنزلة.
{مُطَاعٍ}: اسم مفعول من أطاع الرباعي، أصله: مطوع بوزن مفعل، نقلت حركة الواو إلى الطاء فسكنت، لكنها قلبت ألفًا لتحركها في الأصل، وفتح ما قبلها في الحال.
{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)} الظنين: المتهم، فعيل بمعنى مفعول يقال: ظننت الرجل اتهمته، والضنين: البخيل، قال الشاعر:
أَجُوْدُ بِمَكْنُوْنِ الْحَدِيْثِ وَإِنَّنِيْ ... بِسِرِّكَ عَنْ مَا سْأَلْتَنِي لَضَنِيْنُ
{رَجِيمٍ}: مرجوم مطرود من رحمة الله تعالى.
{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)}؛ أي: أي مسلك تسلكون، وقد قامت عليكم الحجة؟
{لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)}؛ أي: يثبت على الطريق الواضح، وأصل {شَاءَ}: شيء بوزن فعل بكسر العين، قلبت ياؤه ألفًا لتحركها بعد فتح، وأصل {يَسْتَقِيمَ}: يستقوم، نقلت حركة الواو إلى القاف، فسكنت إثر كسرة، فقلبت ياءً حرف مد.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الإسناد المجازي في قوله: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)}؛ لأن تكويرها

الصفحة 185