كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 31)

هي حركة الإعراب، وعند الكوفيين: يجوز أن تكون حركة بناء وهو على التقديرين في موضع رفع خبر لمحذوف تقديره: الجزاء يوم لا تملك، أو في موضع نصب على الظرف؛ أي: يدانون يوم لا تملك، أو على أنه مفعول به، أي: اذكر يوم لا تملك، ويجوز على رأي من يجيز بناءه أن يكون في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا.
وحكي أن سليمان بن عبد الملك مر بالمدينة المنوّرة وهو يريد مكة، فقال لأبي حازم: كيف القدوم عليه غدًا؟ قال: أما المحسن فكالغائب يقدم من سفره على أهله، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه.
الإعراب
{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)}.
{إِذَا}: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه. {السَّمَاءُ}: فاعل لفعل محذوف يدل عليه المذكور تقديره: إذا انفطرت السماء انفطرت، والجملة المحذوفة في محل الخفض بإضافة {إذا} إليها على كونها فعل شرط له، والظرف متعلق بالجواب الآتي، وهو {عَلِمَتْ نَفْسٌ}، وجملة {إذا} الشرطية مستأنفة استئنافًا نحويًا، وجملة {انْفَطَرَتْ} جملة مفسرة لا محل لها من الإعراب، ومثلها قوله: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2)} تقديره: وإذا انتثرت، والجملة معطوفة على جملة {إذا} الأولى، ومثلها أيضًا قوله: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)}، ولكن {البحار} و {الْقُبُورُ} نائب فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور تقديره: وإذا فجرت البحار فجرت، وإذا بعثرت القبور بعثرت. {عَلِمَتْ نَفْسٌ}: فعل وفاعل، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب؛ لأنها جواب شرط غير جازم {مَا}: اسم موصول في محل النصب مفعول به لـ {عَلِمَتْ}؛ لأن العلم هنا عرفانية، وجملة {قَدَّمَتْ} صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره: ما قدمته، وجملة {وَأَخَّرَتْ} معطوفة على جملة {قَدَّمَتْ}.
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)}.

الصفحة 204