كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 31)

عقل، وسمي العقل بذلك؛ لأنه يحجر صاحبه عما لا يحل ولا ينبغي، كما سمي عقلًا؛ لأنه يعقل صاحبهُ عن القبائح، وينهاه، وسمي أيضًا نُهْيةً؛ لأنه ينهى صاحبهُ عما لا يليق ولا يحل.
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6)} وعاد: جيل من العرب البائدة، يقولون: إنه من ولد عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، ويلقب أيضًا: بإرم.
{ذَاتِ الْعِمَادِ}؛ أي: سكان الخيام، وكانت منازلهم بالرمال والأحقاف إلى حضرموت، والعماد كالعمود، والجمع: عَمَد وعُمُد بفتحتين وبضمتين.
{وَثَمُودَ}: قبيلة من العرب البائدة كذلك، وهي من ولد كاثر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، ومنازلهم بالحجر بين الشام والحجاز.
{جَابُوا الصَّخْرَ}؛ أي: قطعوه ونحتوه {بِالْوَادِ}؛ أي: في الوادي الذي كانوا يسكنون فيه، وفي "المختار": وجاب: خرق وقطع، وبابه: قال، وأصل جابوا: جوبوا، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، ففيه إعلال بالقلب.
{وَفِرْعَوْنَ} هو حاكم مصر الذي كان في عهد موسى عليه السلام.
{ذِي الْأَوْتَادِ}؛ أي: ذي المباني العظيمة المشيدة الثابتة جمع: وتد بالتحريك وبكسر التاء أيضًا.
{الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11)}؛ أي: تجاوزوا الحد في الظلم والعتو، وأصل طغوا: طغيوا، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت الألف لما التقت ساكنة بواو الجماعة.
{فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ}؛ أي: أفرغ وأنزل وألقى، وصبُّ الماء: إراقته من أعلى؛ أي: أنزل عليهم إنزالًا شديدًا {سَوْطَ عَذَابٍ}؛ أي: أنواعًا من العقوبات التي أنزلها عليهم جزاء طغيانهم، والسوط في الأصل: الجلد المضفور؛ أي: المنسوج المفتول الذي يضرب به، كما مر.
{لَبِالْمِرْصَادِ} والمرصاد: هو المكان الذي يقوم فيه الرصد، والرصد: من يرصد الأمور؛ أي: يترقبها ليقف على ما فيها من الخير والشر، ويطلق أيضًا على الحارس الذي يحرس ما يخشى عليه، وهو مفعال من رصده، كالميقات من وقته،

الصفحة 439