كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 31)

المكلفين، بل كنت حجرًا أو ترابًا، لا يجري عليه تكليف حتى لا يعاقب هذا العقاب، وفي الآية إيماءٌ إلى ما يكون عليه المؤمنون من الاستبشار والسرور بما رأوه.
الإعراب
{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)}.
{عَمَّ}: {عن}: حرف جر {ما}: اسم استفهام في محل الجر بـ {عن} مبني بسكون على الألف المحذوفة فرقًا بينها وبين ما الموصولة، وقرىء: {عما} بإثبات الألف على الأصل، ولكنه قليل أو ضرورة، وعليه قول حسان بن ثابت:
عَلَى مَا قَامَ يَشْتِمُنِيْ لَئِيْمٌ ... كَخِنْزِيْرِ تَمَرَّغَ فِيْ رَمَادِ
الجار والمجرور متعلق بـ {يَتَسَاءَلُونَ} و {يَتَسَاءَلُونَ}: فعل وفاعل مرفوع بثبات النون، والجملة جملة إنشائية، لا محل لها من الإعراب، والاستفهام فيه لتفخيم الشأن، كأنه قال: عن أي شيء يتساءلون، كأنه لا نظير له، نظير قولهم: ما الغول؟ وما العنقاء؟؛ أي: أيُّ شيء من الأشياء هو. {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)}: جار ومجرور وصفة متعلق بمحذوف دل عليه ما قبله؛ أي: يتساءلون عن النبأ العظيم، والجملة المحذوفة مستأنفة مسوقة لبيان ذلك الشيء المستفهم عنه.
{الَّذِي}: اسم موصول في محل الجر، صفة ثانية لـ {لنبأ} {هُمْ}: مبتدأ {فِيهِ}: متعلق بـ {فِيهِ} و {مُخْتَلِفُونَ}: خبر المبتدأ، والجملة صلة الموصول.
{كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12)}.
{كَلَّا}: حرف ردع وزجر للمتسائلين استهزاء {سَيَعْلَمُونَ}: {السين}: حرف استقبال وتنفيس {يعلمون}: فعل وفاعل مرفوع بالنون، ومفعوله محذوف تقديره: ما يحل بهم، والجملة مستأنفة {ثُمَّ}: حرف عطف وترتيب مع تراخ، {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4)}: تأكيد لفظي للجملة التي قبلها، ولا يضر توسط حرف العطف؛ لأنه للتأكيد، والنحاة

الصفحة 46